للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العمل بما علمه من النبي - صلى الله عليه وسلم - فما أَن بلغته سُنةٌ عن رسول الله =حتى لزِم غرزها، وانقاد لها.

ج- فعن أبي الجوزاء قال: سألت ابن عبَّاس عن الصَّرف (١) فقال: (يدًا بيدٍ لا بأس به) ثم حججتُ مرَّة أُخرى، والشيخُ حيٌّ، فأتيته فسألته عن الصَّرف قال: (وزنًا بوزنٍ) قلتُ له -القائل أبو الجوزاء-: إنَّك كُنت أَفتيتني اثنتين بواحد، فلم أَزل أُفتي به منذُ أَفتيتني =قال ابن عباس: كان ذلك عن رأْيٍ، وهذا أَبو سعيد الخُدري يُحدِّثُ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتركتُ رأيي لحديثِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (٢)

د- بل يبلغ الأَمر في ذات السُّنّة إلى الهجر والتقاطع: فعن سالم بن عبدالله بن عمر عن أَبيه أَنَّه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنّكم إليها) قال: فقال بلال بن عبد الله: والله لنمنعهن. فأقبل عليه عبدالله بن عمر فسبَّه سبًّا سيئًا ما سمعته سبّه مثله قط، وقال: أُخبرُك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،وتقول والله لنمنعهن!! (٣)

والآثار في ذلك كثيرة جدًّا ليس المقام مقام إحاطة بالمرويّ في هذا الباب، إذِ المقصود بيان أَن المتقرر لدى ذاك الجيل هو تعظيم السُّنّة، واطِّراح كلِّ ما يُخالفها من الآراء.


(١) الصرف: مبادلة نقد بنقد =انظر: معجم لغة الفقهاء (٢٤٤)
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٥١)،وابن ماجه في "السُّنن"كتاب "التِّجارات"،باب"من قال لا ربا إلّا في النَّسيئة" (٢/ ٧٥٩ - رقم [٢٢٥٨]) مُختصراً، والبيهقي في"السُّنن الكبرى" (٥/ ٢٨٢) والخطيب البغدادي (١/ ٣٦٩ - رقم [٣٦٩]) وإسناده صحيح =انظر: "إرواء الغليل" (٥/ ١٨٧ - ١٨٨)
(٣) أخرجه مسلم في كتاب" الصلاة " باب"خروج النساء إلى المساجد " (١/ ٣٢٧ - رقم [٤٤٢])

<<  <   >  >>