ويندرج تحت مفهوم العقل أيضًا: العقلُ الحسّي، الذي يكون أساس استناده على نَقْل الحِسّ ومعطياته.
وبعد بيان معاني المفردات التي ينحل عنها مصطلح المعارض العقلي=يتحرّر المقصود بهذا المركب التقييدي -أعني: المعارض العقلي-؛ فيقال: هو تقابل الدَّليلين العقلي والدليل النقلي على سبيل الممانعة والمُدافعة؛ فإنّ الدليل النقلي ... -وأعني به: الوحي كتابًا وسُنَّة- يمتنع أَن يكون مناقضًا للعقل - بمفهومَيْه الفِطري والحِسّي-و وجه ذلك: أنَّ النَّقلَ لا يكون منافيا للعقل الفطري؛ بحيث تكون دلالته منافية لمبدأ عدم التناقض، أو منطوية على ما فيه خرق لقانون السببيَّة. وكذا يمتنع وروده بِرَفْعِ ما يَقْطَعُ الإدراكُ الحسي بثبوته.
وأَمَّا ورود البرهان النقلي بما لم يدلّ عليه العقلُ فهذا متحقق، ولا معارضة حينئذٍ؛ لأن الكلام إنّما هو في دليلٍ نقليٍّ يؤدي مفهومًا على خلاف الضَّرورة العقليَّة، لا فيما يختصُّ به الدليل النقلي دون العقلي. ذلك أن الموضوع الذي يكون قابلًا للإدراك لا يخلو حال العقل بالنِّسبة للدلالةِ عليه من عدمها من إحدى الأوجه التالية:
الأول: أن يختص العقل بالدلالة عليه دون الدليل النقلي.
فالممانعة حينئذٍ مُنْتفية.
الثاني: أن تقع الدلالة مشتركة بين العقل وبين الدليل النقلي.
فتكون العلاقة بينهما علاقة تكاملٍ.
الثالث: ما يَعزُبُ عن العقل الدلالة عليه؛ لخروجه عن مَجَالِهِ.
فالعقل عندئذٍ لا يَدلُّ عليه ولا ينفيه أيضًا؛ فتكون الدَّلالةُ عليه واقعة بالدَّليل النَّقلي.
وعلى هذا فالمُدافعة غير مُتأتّيةٍ.
الرابع: لم يَرد به النَّقل ولم يدل عليه العقل.
ويندرج تحته من الأمثلة: كتفصيل آحاد نعيم أهل الجنَّة، وما