للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" الدجّال " بالإنجليز. يقول - رحمه الله - في تقرير ذلك بعد سوقه لنص نقله عن الشيخ محمد رشيد رضا: ( ... وأنهم يستعينون على ذلك [أي: اليهود في إعادة ملكهم المزعوم] بالاعتماد على الإنكليز؛ الذي هو أكبر الدجالين، وبخوارق العلوم والفنون العصرية، والمخترعات الهائلة. ويكون على هذا ذِكْرُ النبي - صلى الله عليه وسلم - لبعض تفاصيل فتنته في الأحاديث السابقة؛ على وجه التقريب والتمثيل. ويدلّ على ما قاله [أي: على ما قاله الشيخ محمد رشيد رضا] الحديثُ السابق؛ وهو ما رواه مسلم عن نافع عن عتبة، عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تغزون فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله) (١) . فدلّ هذا الحديث، وترتيب الفتوحات المذكورة بحسب قربهم من المسلمين، وأنهم بعد فتح فارس والروم؛ يغزون الدجال فيفتحه الله = أنّهم الأمم الذين وراء فارس والروم من الأمم الإفرنجية وتوابعهم، وكونهم السبب الوحيد الذي مهّد لليهود ملك فلسطين) (٢) .

ثم إنّه عاد - رحمه الله - ليقرّر أن الدجالَ شخصٌ معيّنٌ من اليهود، ينزل عيسى - عليه السلام - لقتْله. فقال: (ولا بدّ أن تتوسّع سيطرة اليهود، ولا بدّ لهم من التضييق على جيرانهم من الحكومات العربية، ولا بدّ أن يتبيّن مَن الشخصُ الذي هو المسيح الدجال المعيّن بذاته، وتجري بقية ما ذكره الرسول - صلى الله عليه وسلم - على يده، حتى ينزل عيسى ابن مريم، ويُعين الله المسلمين، فيقاتلونهم، فيقتلون اليهود، ويقتُل عيسى - صلى الله عليه وسلم - مسيحَهم الدجّال) (٣) .

ولم يكتفِ بذلك - رحمه الله -؛ بل ذهب أيضًا إلى تأويل بعض خوارق


(١) أخرجه مسلم في: كتاب"الفتن وأشراط السَّاعة"،باب"ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدَّجَّال" (٤/ ٢٢٢٥ - رقم [٢٩٠٠]) .
(٢) "فتنة المسيح الدجال"للعلامة السعدي (٣٥ - ٣٦) .
(٣) المصدر السابق (ص ٣٨) .

<<  <   >  >>