للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ثبت أيضًا مجيء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية الكلبي (١)، وفي صورة أعرابي -كما تقدّم -.

وأثبتت السنّة لهم صفات:

منها: الحياء، كما صحّ الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في وصْف عثمان - رضي الله عنه -: (ألا أَسْتَحِي من رَجُلٍ تَسْتَحِي منه الْمَلَائِكَةُ) (٢).

وكذلك: المحبة للصالحين من عباد الله. كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أَحَبَّ الله العبد نَادَى جِبْرِيلَ أن اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ في أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ) (٣).

وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن رؤيته لجبريل عليه السلام في صورته التي خُلق عليها مرتين، وأنه رآه وله ستمائة جناح (٤).

فقول الفلاسفة بأن العقل الفعّال هو جبريل؛ مخالفٌ لهذه الأدلة، فإن العقل الفعّال ليس له جناح، ولا جناحان؛ فضلًا عن أن يكون له تحقّق في الأعيان. والعقل الفعّال لا يتصور في صورة دحية الكلبي، ولا في صورة الأعرابي (٥).


(١) أخرجه البخاري في كتاب: "فضائل القرآن" باب "كيف نزول الوحي" (٤/ ١٩٠٥ - رقم [٤٦٩٥]).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب: فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -، باب: فضائل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (٤/ ١٨٦٦ - رقم [٢٤٠١]).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب: الأدب، باب: المِقَةُ من الله تعالى، (٥/ ٢٢٤٦ - رقم [٥٦٩٣]).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب "بدء الخلق" باب "إذا قال أحدكم: آمين." (٣/ ١١٨١ - رقم [٣٠٦٠]) من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
(٥) انظر: " الصفدية" (١/ ٢٠١ - ٢٠٢).

<<  <   >  >>