للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: ٢٩]، وقال تعالى: {وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى} [المائدة: ٥٤].

ولهذا لما ولي أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - صارا كامِلَين في الولاية، واعتدل منهما ما كانا يُنْسَبان فيه إلى أحد الطرفين في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - مِن لين أحدهما وشدّة الآخر، حتى قال فيهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر» (١).


(١) أخرجه أحمد (٢٣٢٧٦)، والترمذي (٣٦٦٢)، وابن ماجه (٩٧)، وابن حبان (٦٩٠٢)، والحاكم: (٣/ ٧٥). من طريق رِبعي بن خراش عن حذيفة - رضي الله عنه -. قال الترمذي: هذا حديث حسن, وقال العقيلي في «الضعفاء»: (٤/ ٩٤ - ٩٥): (يروى عن حذيفة بأسانيد جياد تثبت) , وصححه ابن حبان, وقال الحاكم: (هذا حديث من أجلِّ ما روي في فضائل الشيخين, وقد أقام هذا الإسناد عن الثوري ... فثبت بما ذكرنا صحة هذا الحديث, وإن لم يخرجاه) اهـ. وحسَّنه ابن الملقن في «البدير المنير»: (٩/ ٥٧٨).
وله شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه الترمذي (٣٨٠٥) , والبزار «الكشف» (٢٦٧٩) , والطبراني في «الكبير» (٨٤٥٨) , و «الأوسط» (٣٨٢٨)، والحاكم: (٣/ ٧٥ - ٧٦). قال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل، ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث) اهـ، وقال الحاكم: بإسناد صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>