للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشَّمسِ برأسِ السَّرطانِ. ونجومهُ:

النَّثرةُ، والطَّرفُ، والجبهةُ، والزَّبرةُ، والصِّرفةُ، والعوَّاءُ، والسِّماكُ.

ومعنى النَّوءِ سقوطُ نجمٍ منْها فِي المغربِ معَ الفجرِ، وطلوعُ آخرَ يقابلُهُ منْ ساعتِهِ فِي المشرقِ. وإنَّما سُمِّيَ نوءاً لأنَّهُ إِذَا سقطَ الغاربُ ناءَ الطَّالعُ، ينوءُ نوءاً. والنَّوءُ النهوضُ بثقلٍ. وفي القرآنِ: {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}. فجعلَ النَّوءَ السُّقوطَ فِي هَذَا الموضعِ،

فكأنَّهُ من الأضدادِ، هكَذَا قَالُوا: وقالَ الأمويُّ: تنوءُ ترتفعُ، وتنوءُ بالعصبةِ: تغلبهمْ، لأنَّهُمْ لوْ ناءوا بها كانوا قدْ حملوُها. فلمَّا ناءتْ هيَ بهمْ، ارتفعتْ بهمْ، لمْ يطيقوها. وتقولُ العربُ: اصطرعَ الرَّجلانِ فناءَ أحدهُما بصاحبهِ، إِذَا غلبهُ. وهذا وجهٌ حسنٌ جداً.

وسقوطُ كلِّ نجمٍ منْها فِي ثلاثةَ عشرَ يوماً. وانقضاءُ الثَّمانيةِ والعشرينَ معَ انقضاءِ السَّنةِ. ثمَّ يرجعُ الأمرُ إِلَى النَّجمِ الأوَّلِ فِي استئناف السَّنةِ المقبلةِ.

وإذا سقطَ منْها نجمٌ، وطلعَ آخرُ، وكانَ عندهُ مطرٌ أو ريحٌ أوْ حرٌّ أوْ بردٌ نسبوهُ إِلَى السَّاقطِ، إِلَى أنْ يسقطَ الَّذِي بعدهُ. فإنْ سقطَ، ولمْ يكنْ مطرٌ قيلَ: خوى النَّجمُ، وأخوى. والرَّديفُ النجمُ الَّذِي ينوءُ منَ المشرقِ إِذَا انقمسَ رقيبهُ فِي المغربِ. قال الرَّاجزُ:

<<  <   >  >>