البابُ الرابعُ عشرَ في
ذكرِ الحليِ
الحليُ جماعةٌ لا واحدَ لهُ منْ لفظهِ، والجمعُ حليٌّ، كما قَالُوا فِي جمعِ سبيِ سُبي، وفي جمعِ ثدْي ثُدي. وفي القرآنِ: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ}. وقرئَ (منْ حليهمْ). ولا يُقالُ حليٌّ، بالفتحِ والتَّشديدِ، فِي هَذَا المعنَى. وإنَّما الحليٌّ يبيسُ النَّصيِّ، وهُوَ نبتٌ. ولا يُقالُ لحليةِ السَّيفِ حليٌّ، إنَّما يُقالُ: حليةٌ، والجمعُ حِلى، وحليةٌ وحُلى. ويُقالُ: حليَ الشَّيءُ فِي عينِي وقلْبي، إِذَا حسنَ، واشتقاقُهُ منَ الحليِ الملبوسِ.
وليسَ هَذَا فِي شيءٍ منْ قولهِمْ: حلا الشَّيءُ فِي فمي.
فمنَ الحليِ السَّوارُ. وأدنَى العددِ أسورةٌ. وفي القرآنِ: {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ}. فإذا كثرتْ فهيَ السُّؤُورُ. ويُقالُ لهُ: القلبُ، والجمعُ القلبةُ.
والمسكُ سوارٌ منْ عاجِ تلبسُهُ الأعرابُ. وأنشدَ لأبي وجزةَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute