ومنْ صفاتِِ الإبلِ
المفرقُ والعجولِ والسَّلوبُ الَّتِي قدْ فارقَها وَلَدُها بذبحٍ أوْ غيرِهِ. وناقةٌ بكرٌ. ثمَّ ثنيٌ، إِذَا نتجَتْ بطنينِ. ولا يُقالُ: ثلثٌ ولا ربعٌ، إنَّما يُقالُ: أمُّ رابعٍ، والمتليةُ الَّتِي تنتجُ صدرٌ منَ العشارِ، وتتأخَّرُ هيَ. والمتليةُ أيضاً التي يبتعُها أولادهَا.
فإذا خدجتِ النَّاقةُ لسبعةِ أشهرٍ أوْ أكثرَ أو أقلِّ منْ ذلكَ، فتعطفُ على ولدِها الَّذِي منَ العامِ الأوَّلِ، فتدرُّ عليهِ، فهيَ صعودٌ، والجمعُ صعائدُ. فإذَا عطفَتْ على غَيرِ ولدِها فهيَ الظَّؤُورُ والرَّؤومُ، وقدْ رئَمتْ ترأمُ رئماناً.
وإذَا غُذيَ الولدُ بغيرِ لبنِ أُمِّهِ فهوَ العجيُّ، والجمعُ العجَايا.
فإذا لَمْ ترأم الولدَ الَّذِي عطفتْ عليهِ دسَّ فِي حيائِها خرقٌ، ثمَّ خلَّ عليْها، وسدَّ أنفُها. ثمَّ تخرجُ الخرقُ، فيلطَّخُّ بِها الولدُ، ويؤخذُ سدادُ أنفِها، فتجدُ راحةً. وتشمُّ ريحَ السَّلى منَ الولدِ. فتظنُّ أنَّها ولدَتْ، فترأَمهُ، واسمُ ما يدخلُ فِي حيائِها الدُّرجةُ.
وإذا تركتِ النَّاقةُ معَ ولدِها، ولمْ تعطفْ إلىَ غيرهِ فهيَ بسطُ، والجمعُ أبساطٌ، والخليَّةُ الَّتِي خَلا بلبنِهَا أهلُ البيتِ. فإذا نفرَتْ عنَ الولدِ حينَ تضعهُ فهيَ مذائرٌ.
وتصرُّ النَّاقةُ بعودٍ وخيطٍ. فالعودُ التَّوديةُ، والخيطُ الصِّرارُ. وجمعُ التَّوديةِ التَّوادي. والذِّئارُ بعرٌ يجعلُ بينَ الصِّرارِ والخلفِ إِذَا خافُوا ضيقَ الصِّرارِ. فإذَا عضَّ الصِّرارُ عَلى الخلفِ حَتَّى يضرَّ بهِ قيلَ: ناقةٌ مجدَّدةُ الأخلافِ.
وإذا برَكتِ النَّاقةُ على بولٍ أوْ ندىً، فتعقَّدَ لبنُها فِي ضرعِها، فخرجَ بعضُ اللَّبنِ متعقِّداً، كأنَّهُ قطعُ الأوتارِ، وسائرهُ ماءٌ أصفرُ رقيقٌ قيلَ: قدْ أخرطتْ، وهيَ مخرطٌ. فإذا كانَ ذلكَ منْ عادتِها فهيَ مخراطٌ. ولبنُها الخرطُ. فإذا خرجَ معَ اللَّبنِ دمٌ فقدْ أمغرتْ، وأنغرتْ، وهيَ ممغرٌ ومنغرٌ. فإذا كانَ ذلكَ منْ عادتِها فهيَ منغارٌ وممغارٌ.
فإذا وصفَتْ بطيبِ النَّفسِ باللَّيلِ قيلَ: ناقةٌ نعوسٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute