إن ما يذكره العلماء في مقالات الطوائف هو في الغالب باعتبار النتائج، أي: أن المعتزلة أجمعت على نتيجة عامة، وهذه النتيجة العامة هي نفي قيام الصفات بالذات، أما التراتيب التي قبل ذلك وهي المقدمات والتفصيلات، فقد يقع فيما بينهم اختلاف، فهم متفقون في نتيجة كلية، ونتائجهم الكلية خمس:
١ - التوحيد: الذي قصدوا به أن الباري لا يقوم بذاته صفة.
٢ - العدل: الذي قصدوا به أن الله لم يخلق أفعال العباد ولم يردها.
٣ - المنزلة بين المنزلتين: وقصدوا بها أن مرتكب الكبيرة فاسق فسقاً مطلقاً ليس معه شيء من الإيمان.
٤ - إنفاذ الوعيد: وقصدوا به أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار.
٥ - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهو الخروج على أئمة الجور من المسلمين.
فهذه أصول خمسة كلية هي جملة نتائج المعتزلة، أما المقدمات والتفاصيل فيقع بينهم كثيرٌ من الاختلاف.