للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ* سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (١) ومن هذه الآيات قوله تعالى فى مقام الاستدلال على قدرته، ولفت النظر إلى آثاره:

وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ (٢)

[القول السادس:]

وهو لأبى إسحاق إبراهيم النظام أحد رءوس المعتزلة، أن الله تعالى صرف العرب عن معارضته، وسلب عقولهم، وكان مقدورا لهم لكن عاقهم أمر خارجى، فالمنع عن معارضته وصرفهم عنه هو المعجزة دون ذات القرآن (٣).

قال الأستاذ أحمد عز الدين خلف الله (٤):

ولا يبعد أن يكون هذا القول منقولا عن الفلسفة الهندية، فقد ذكر أبو الريحان البيرونى المتوفى سنة ٤٤٠ هـ- أن جمهور علماء البراهمة فى الهند يعتقدون أن البشر يعجزون عن محاكاة (الفيدا) - وهو كتاب يشتمل على مجموعة من الأشعار، ليس فى كلام الناس ما يماثلها فى زعمهم، لأن براهما صرفهم عن الإتيان بمثلها، سواء كان هذا المنع تكليفا يسبقه الإيمان بهذا العجز، أو هو منع تكوينى فيكون الصرف بمقتضى التكوين، ولما بدأ العرب فى ترجمة الكتب فى العصر العباسى


(١) سورة فصلت آيتا: ٥٢، ٥٣.
(٢) سورة النمل الآية: ٨٨.
(٣) البرهان للزركشى ٢/ ٩٣ والإتقان ٤/ ٧، وتفسير القرطبى ١/ ٦٦ والفوائد لابن القيم ٢٥٢.
(٤) القرآن يتحدى له ٢٣٨. ط: السعادة.

<<  <   >  >>