القارئ فى الإتقان (١) يجد فيه آراء كثيرة ذكرها الشيخ جلال الدين السيوطى رحمه الله فى تعيين السور المكية والمدنية.
ولعل ما تستريح إليه النفس من هذه الآراء ما ذكره الجلال عن الشيخ أبى الحسن بن الحصار رحمه الله، الذى ذهب إلى القول بأن المدنى باتفاق عشرون سورة، والمختلف فيه اثنتا عشرة سورة وما عدا ذلك فهو مكى، وقد نظم رحمه الله فى ذلك أبياتا فقال:
يا سائلى عن كتاب الله مجتهدا ... وعن ترتّب ما يتلى من السّور
وكيف جاء بها المختار من مضر ... صلّى الإله على المختار من مضر
وما تقدّم منها قبل هجرته ... وما تأخر فى بدو وفى حضر
ليعلم النسخ والتخصيص مجتهد ... يؤيد الحكم بالتاريخ والنظر
تعارض النّقل فى أمّ الكتاب وقد ... تؤوّلت الحجر تنبيها لمعتبر
أمّ القرآن وفى أمّ القرى نزلت ... ما كان للخمس قبل الحمد من أثر
وبعد هجرة خير الناس قد نزلت ... عشرون من سور القرآن فى عشر
فأربع من طوال السبع أولها ... وخامس الخمس فى الأنفال ذى العبر
وتوبة الله إن عدّت فسادسة ... وسورة النور والأحزاب ذى الذكر
وسورة لنبىّ الله محكمة ... والفتح والحجرات الغر فى غرر
ثم الحديد ويتلوها مجادلة ... والحشر ثم امتحان الله للبشر