للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[القرآن عن الأصوليين والفقهاء وعلماء العربية:]

عرف العلماء القرآن بأنه: الكلام المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم للإعجاز بسورة منه، المكتوب فى المصاحف، المنقول إلينا نقلا متواترا (١) ....

وقبل ان أتناول التعريف بالشرح والتحليل يقتضى المقام منى أن أسجل هنا أن كلّا من الكتاب (٢) والقرآن يطلق عند الأصوليين على المجموع، وعلى كل جزء منه، لأنهم إنما يبحثون عنه من حيث إنه دليل على الحكم وذلك آية آية لا مجموع القرآن، فاحتاجوا إلى تحصيل صفات مشتركة بين الكل والجزء مختصة بهما ككونه معجزا، منزّلا على الرسول صلى الله عليه وسلم مكتوبا فى المصاحف، منقولا بالتواتر كالتعريف المتقدم.

فاعتبر بعض العلماء فى تعريفه جميع الصفات من باب زيادة الإيضاح والبيان، وبعضهم اعتبر الإنزال والإعجاز فقط، لأن الكتابة والنقل، ليسا من اللوازم لتحقق القرآن بدونهما فى زمنه صلى الله عليه وسلم.

يقول الشيخ تقى الدين السبكى رحمه الله فى تعريف القرآن (٣):

هو الكلام المنزل للإعجاز بسورة منه.


(١) جمع الجوامع ١/ ٢٢٣، والنباء العظيم ١٤، ومناهل العرفان ١/ ١٢، وأصول الفقه للدكتور سلام مدكور ٩٥، والمدخل للفقه الإسلامى ٣٨١، وعلم أصول الفقه لأحمد إبراهيم بك ١٥.
(٢) سمى القرآن قرآنا لكونه مقروءا أى متلوا بالألسن، وسمى كتابا لكونه مكتوبا أى مدونا بالأقلام.
فكلتا التسميتين من تسمية الشيء بالمعنى الواقع عليه، وفى تسميته بهذين الاسمين إشارة إلى أن من حقه العناية به فى موضعين لا فى موضع واحد أى أنه يجب حفظه فى الصدور وفى السطور (النبأ العظيم ١٢، ١٣، ومصادر الشرعية الإسلامية ٦).
(٣) الإبهاج ١/ ١١٩.

<<  <   >  >>