للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن أول ما نزل من الآيات: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وأول ما نزل من أوامر التبليغ- يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ- وأول ما نزل من السور سورة الفاتحة».

وقيل: أول ما نزل للرسالة: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ وللنبوة: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ فإن العلماء قالوا: قوله تعالى اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ دالّ على نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن النبوة عبارة عن الوحى إلى الشخص على لسان الملك بتكليف خاص، وقوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ دليل على رسالته صلى الله عليه وسلم، لأنها عبارة عن الوحى إلى الشخص على لسان الملك بتكليف عام.

[وأما ما آخر ما نزل فقد اختلف فيه العلماء كثيرا:]

فعن ابن عباس رضى الله عنهما أن آخر ما نزل قوله تعالى:

إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١).

وعن عائشة رضى الله عنها أن آخر ما نزل سورة المائدة. وقيل:

وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ (٢).

وقيل: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٣). وقيل آخر ما نزل آية الربا.

قال القاضى أبو بكر فى الانتصار (٤):

وهذه الأقوال ليس فى شىء منها ما رفع إلى النبى صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد، وليس العلم بذلك من فرائض الدين ... ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه


(١) سورة النصر الآية: ١.
(٢) سورة البقرة الآية: ٢٨١.
(٣) سورة التوبة الآية: ١٢٩.
(٤) هو القاضى أبو بكر محمد بن الطيب الباقلانى المتكلم المشهور توفى سنة ٤٠٣ هـ- شذرات الذهب ٢/ ٥٧ - .

<<  <   >  >>