للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقاص ... وكتب لابن جحش كتابا وأمره أن لا يقرأه حتى ينزل بطن ملل (١)، فلما نزل بطن ملل فتح الكتاب فإذا فيه: أن سر حتى تنزل بطن نخلة (٢)، فقال لأصحابه: من كان يريد الموت فليمض وليوص، فإنى موص وماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسار فتخلف عنه سعد بن أبى وقاص وعتبة أضلا راحلة لهما فأتيا بحران (٣) يطلبانها، وسار ابن جحش إلى بطن نخلة فإذا هو بالحكم بن كيسان والمغيرة بن عثمان، وعمرو بن الحضرمى، وعبد الله بن المغيرة، وانفلت المغيرة وقتل عمرو. قتله واقد بن عبد الله اليربوعى فكانت أول غنيمة غنمها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلما رجعوا إلى المدينة بالأسيرين وما أصابوا من المال أراد أهل مكة أن يفادوا الأسيرين فقال النبى صلى الله عليه وسلم: حتى تنظر ما فعل صاحبانا، فلما رجع سعد وصاحبه فادى بالأسيرين ففجر (٤) عليه المشركون وقالوا: إن محمدا يزعم أنه يتبع طاعة الله وهو أول من استحل الشهر الحرام وقتل صاحبنا فى رجب.

فقال المسلمون: إنما قتلناه فى جمادى، وقيل: فى أول رجب وآخر ليلة من جمادى وغمد (٥) المسلمون سيوفهم حين دخل شهر رجب.

فأنزل الله يعيّر (٦) أهل مكة:


(١) البطن: دون القبيلة وملل بوزن جبل موضع بين مكة والمدينة على سبعة عشر ميلا بالمدينة- لسان العرب ١/ ٣٠٤، ٥/ ٤٢٧٢ -
(٢) بطن نخلة: موضع بين مكة والطائف- لسان العرب ٥/ ٤٣٧٩ -
(٣) بحران موضع بناحية الفرع- موضع بين مكة والمدينة- من الحجاز (لسان العرب ١/ ٢١٨، ٤/ ٣٣٩٥ -
(٤) فجر يعنى فسق وكذب وأصله الميل- مختار الصحاح ٤٩١ -
(٥) غمد السيف من باب ضرب ونصر يعنى جعله فى غمده فهو مغمود- مختار الصحاح ٤٨٠ - .
(٦) العار: السبّة والعيب والمعاير يقال عاره إذا عابه- لسان العرب ٤/ ٣١٨٨ -

<<  <   >  >>