للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت الأنفال من أوائل ما نزل فى المدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها فى السبع الطوال (١).

فترتيب الآيات فى السور بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك فى أول براءة تركت بلا بسملة (٢).

وما أخرجه الإمام أحمد رحمه الله بإسناد حسن عن عثمان بن أبى العاص قال (٣):

كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا إذ شخص (٤) ببصره ثم صوّبه (٥) حتى كاد أن يلزقه بالأرض قال ثم شخص ببصره فقال: أتانى جبريل فأمرنى أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي ... الآية (٦)


(١) أخرجه أبو داود فى سننه ١/ ٢٠٨، ٢٠٩.
(٢) اختلف العلماء فى السبب وراء عدم ذكر البسملة أول براءة فقيل: لأن البسملة أمان وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان، وقيل كان من شأن العرب فى الجاهلية إذا كان بينهم وبين قوم عهد وأرادوا نقضه كتبوا لهم كتابا، ولم يكتبوا فيه البسملة، فلما نزلت- براءة- بنقض العهد الذى كان للكفار قرأها عليهم علىّ كرم الله وجهه ولم يبسمل على ما جرت به عادتهم، وقيل غير ذلك- البرهان ١/ ٢٦٢ وأحكام القرآن لابن العربى ٢/ ٨٩٢ وتفسير البيضاوى ٢٤٦.
(٣) أخرجه أحمد فى مسنده ٤/ ٢١٨.
(٤) شخص بصره من باب خضع فهو شاخص إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف- المختار ٣٣١.
(٥) صوب النظر بمعنى خفضه- لسان العرب ٣/ ٢٥١٩.
(٦) سورة النحل الآية: ٩.

<<  <   >  >>