للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكل ما فى القرآن من أخبار ومواعظ، وأوامر ونواه، وتوجيهات وتشريعات، يتجلى فيه الحق كله، والخير كله، والرحمة كلها وكيف لا؟ وقد قال منزله جل شأنه:

كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١) ٢ - القرآن الكريم هو مجموع اللفظ والمعنى، وإن لفظه نزل باللسان العربى، قال تعالى: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢) وعلى هذا لا تعتبر الأحاديث النبوية من القرآن، لأن معانيها وإن كانت من عند الله إلا أن ألفاظها من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست من عند الله، وكذا لا يعتبر من القرآن تفسيره، ولو كان باللغة العربية وكذا ترجمته إلى غير العربية لا تعتبر من القرآن (٣).

٣ - التيسير: من أعظم خصائص القرآن أنه كتاب يسّره منزله سبحانه وتعالى. يسر تلاوته وفهمه والعمل به لمن رغب وأراد قال تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ (٤) وقال سبحانه: وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (٥) وقال: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٦) ٤ - أنه نقل إلينا بطريق التواتر. فالقرآن الكريم نقله قوم لا يتوهم


(١) سورة هود الآية: ١.
(٢) سورة الزخرف الآية: ٣.
(٣) سأذكر موقف العلماء تجاه وقوع ألفاظ غير عربية فى القرآن وكذا موقفهم من ترجمته إن شاء الله تعالى خلال هذه الدراسة.
(٤) سورة البقرة الآية: ١٨٥.
(٥) سورة الحج الآية: ٧٨.
(٦) سورة القمر الآية: ١٧.

<<  <   >  >>