للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مات فيهم العبد

الصالح أو الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند اللَّه" والسر فيه ما تقدم في اتخاذها مساجد.

ومن البدع الفاشية وقوف بعض الزائرين قليلًا بغاية الخشوع عند الباب كأنهم يستأذنون، ثم يدخدون وبعضهم يقف أمام القبر واضعًا يديه كالمصلى ثم يجلس، فهذا كله من البدع التى لم يشهد لها أصل ولا حال ولا أدب يقتضيه، وإذا له يشرع ذلك بالنسية لزيارة أشرف خلق اللّه عليه الصلاة والسلام فكيف بغيره!؟

ومنشأ هذه البدعة عمل الشيعة فإنهم عند زيارتهم للأئمة رضى اللّه عنهم ينادى أحدهم: أدخل يا أمير المؤمنين، أو يا بن بنت رسول اللّه عليه الصلاهّ والسلام أو نحو ذلك؟ ويزعمون أن علامة الإذن حصول رقة القلب ودمع العين وهذا ممَّا لم يعرف عن أحد من السلف، ولا ذكره أحد من الفقهاء، ولا يعد فاعله إلا مضحكة للعقلاء، وكون المزور حيًّا في قبره لا يستدعى الاستئذان في الدخول لزيارته.

وكذا ما ذكره بعض الفقهاء من أنه ينبغى للزائر التأدب مع المزور كما يتأدب معه حيًّا كما لا يخفى، فإن المراد منه التأدب في قربه بعده بالنسبة للمزور بقدر ما جرت به العادة في زيارتهم في الحياة تعظيمًا لهم وإكرامًا وعدم رفع الصوت عندهم. ولذا كان من البدع المكروهة ما عليه عامة زوار الأولياء من دقهم التوابيت وتعلقهم بها ونحو ذلك، فإن ذلك كله خلاف الأدب، والسنة التأدب في زيارتهم على ما علمت.

ومن هذا يعلم حال ما ذكره يعض الصوفية من أنه ينبغى لمن أراد زيارة قبور الأولياء قدس اللّه أسرارهم أن يقف بالباب على أكمل ما يكون من الأدب ويجمع حواسه ويعتمد بقلبه طالبًا الإذن ويجعل شيخه واسطة بينه وبين الولى المزور في ذلك فإن حصل له انشراح صدر ومدد روحانى وفيض باطنى فليدخل وإلا فليرجع. هذا هو أدب الزيارة عنده ولم نجد ذلك عن أحد من السلف الصالح. انتهى من الألوسى ملخصًا.

(ومن البدع) إهمال آداب الزيارة، فمن ذلك التسليم على صاحب القبر، بما كان يعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - للصحابة إذا خرجوا لزيارة

<<  <   >  >>