للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلوات اللّه وسلامه عليه، فعن أم سلمة -رضى اللّه عنها- قالت: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "إذا حضرتم الميت فقولوا خيرًا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون" فلما مات أبو سلمة أتيت

النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات، قال: "قولى: اللهم اغفر لي وله وأعقبنى منه عقبى حسنة"، فقلت ذلك فأعقبنى الله من هو خير منه محمدًا - صلى الله عليه وسلم -. رواه أبو داود والترمذى النَّسَائِيّ وابن ماجه.

وعن أم سلمة -رضي الله عنها- أيضًا قالت: سمعت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا للَّه وإنا إليه راجعون، اللهم اأْجُرْنى في مصيبتى وأخلف لي خيرًا منها إلا أجره اللَّه تعالى في مصيبته وأخلف له خيرًا منها"، قالت: فلما مات أبو سلمة قالت: أي المسلمين خير من أبي سلمة، أول بيت هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم إنى قلتها فأخلف الله لي خيرًا منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه مسلم وأبو داود النَّسَائِيّ والترمذى. اأجرنى بالقصر والمد أكثر أهل اللغة أنه مقصور، وأخلف بقطع الهمزة وكسر اللام يقال: أخلف له وأخلف عليه إذا أعطاه عوضه وبدله، أجره الله بنصر الهمزة ومدها والقصر أفصح وأشهر -كما سبق- ومعنى أجره الله: أعطاه أجره وجزاء صبره وهمه في مصيبته.

وقال رسول الله صلوات الله تعالى وسلامه عليه: "من استرجع عند المصيبة جبر اللَّه مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفًا يرضاه" رواه الطبرانى في "الكبير"، وعن أبى موسى -رضى اللّه عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا مات ولد العبد قال اللَّه تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدى فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده، فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدى؟ فيقولون حمدك واسترجع، فيقول اللَّه تعالى: ابنوا لعبدى بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد" رواه الترمذى وحسنه وابن حبان في صحيحه، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى على امرأة وهى تبكى على صبى لها فقال لها: "اتقى الله واصبرى"، فقالت: وما تبالى بمصيبتى، فلما ذهبت قيل لها:

<<  <   >  >>