للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصناف

والأشكال، وأموال تدفع للمغنيات والراقصات والماشطات، ممَّا يفقرن به أزواجهن ويحملهم ما لا يطيقون، فلا يلبث أن ينقلب ذلك الفرح غمًّا على أقارب العروسين وعبئًا ثقيلًا على جيرانهم وأحبابهم، وناهيك بما يكسبنه من الأخلاق الرديئة والصفات الذميمة والألفاظ البذيئة التى تكون عادة في أمثال تلك الأفراح، ولقد أدرك هذا أيضًا بعض العقلاء وفطنوا لما فيه من الخطر على الأخلاق فأصبحوا يقتصرون على دعوة أهل العروسين وبعض أقاربهم وإعداد ما لابد منه ممَّا لا يحتاج إلى كثير من النفقات وبذلك حفظوا أموالهم من الضياع وأقاموا الدين وأحيوا سنة سيد المرسلين.

(ومنها): وهو من أشنع البدع وأقبح العادات فض البكارة بالأصبع فإنه مع مخالفته للسنة المحمدية كثيرًا ما يضر بالعروس ويسبب لها العقم ويورثها في الغالب داء الرهقان، وكل ذلك ضرر لا تخفى حرمته.

(ومنها): الطواف حول القرية بقميص العروس ملوثًا بدم البكارة، بل دم الجناية على هذا العضو الرقيق من ذلك الوحش الذى لا يراقب الله تعالى في هذه المسكينة في أحرج الأوقات، ولهم في طوافهم بالقميص وحين فض البكارة كلام تخجل منه الإنسانية، وقد ماتت هذه البدعة السيئة لدى الأغنياء والأوساط الراقية ولكنها باقية مقدسة في الفقراء والطبقات المنحطة وهى من بقايا الجاهلية.

(ومنها): صلاة العروس ركعتى التحية عندما يقدم على ارتكاب هذه الجناية، يفعلهما بين يديها وربما سجد بين شعبها كما تأمره القابلة. نعوذ بالله من الضلال.

(ومنها): تخصيص الدعوة إلى الوليمة بالأغنياء وطرد الفقراء وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء دون الفقراء" متفق عليه من حديث أبى هريرة رضي الله عنه.

(ومن بدع الأفراح) شراء تمثال غلام ضمن جهاز العروس يوضع على الباروه لتنظر إليه إذا حملت ليأتى ابنها على صورته وجميلًا مثله. وهذا جهل بالله وشئونه في خلقه، وهو تعالى يقول: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (١).

(ومن بدع الأفراح) ما يكون في يوم المحمل الشريف والاحتفال


(١) [سورة آل عمران: الآية ٦].

<<  <   >  >>