"خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه: خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها" رواه مسلم، وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تطلع الشمس على يوم أفضل من يوم الجمعة" رواه ابن حبان في صحيحه، وفيه أيضًا حديث تميم بن أوس:"خير يوم طلعت عليه الشمس يوم
الجمعة"، وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج، فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلى ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" رواه البخارى. وفى يوم الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئًا إلا أعطاه ما لم يسأل حرامًا، وفيه تقوم الساعة، فعن أبى هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر يوم الجمعة فقال:"فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلى يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه. وأشار بيده يقللها" متفق عليه، وفى الحديث:"من مات يوم الجمعة وقى عذاب القبر"، وفى آخر:"ما من مسلم يموت ليلة الجمعة أو يومها إلا وقاه الله فتنة القبر" رواه الترمذى من حديث ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وضعفه. وهذا قليل من كثير في فضل يوم الجمعة وخصائصها.
ثم إن الناس قد تعودوا فيه الراحة من أعمالهم وعطلوا فيه وظائفهم نظرًا إلى أنه يوم عيد للمسلمين، وهذا حسن لو أنهم قصدوا بذلك التفرغ لهذه الوظائف الشرعية، ولكن الشيطان لم يدع الناس حتى شغلهم بما يبعدهم عن الله تعالى وزين لهم إنه يوم لهو ولعب وفسق وفجور واسترواح النفس بكل ما تهواه فوقعوا في كثير من البدع وهكذا الشيطان يكيد لبنى الإنسان {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}(١).
(فمن البدع المكروهة) اجتماع كثير من العامة ليلة الجمعة في بعض المساجد أو المساكن يذكرون الله تعالى، وربما استغرقوا معظم الليل، وقد نهى الشارع عن تخصيص ليلة الجمعة بقيام من بين الليالى، ومثل القيام غيره ممَّا يتحقق يه إحياء الليلة، فقد أخرج مسلم عن أبى هريرة