المواطن" وأين هذا من الرقص الذى هو هز المعاطف والأكمام الذى لا يفعله إلا الفساق من العوام.
قال في "المدخل": وأما الرقص التواجد فأول من أحدثه أصحاب السامرى لما اتخذ لهم عجلًا جسدًا له خوار، قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، فهو دين
الكفار وعباد العجل، وحاشا لله أن يقول هذا القول الشنيع حجة المسلمين وإمام العاملين الإمام ابن حجر أمطر الله على جدثه صبيب الرحمة والرضوان. انتهى.
ونقل القرطبى عن الإمام الطرسوسى أنه سُئِلَ عن قوم في مكان يقرءون شيئًا من القرآن ثم ينشد لهم منشد شيئًا من الشعر فيرقصون ويطربون ويضربون بالدف والشبابة، هل الحضور معهم حلال أولا؟
فأجاب: مذهب السادة الصوفية: أن هذا بطالة ضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامرى لام اتخذ لهم عجلًا جسدًا له خوار قاموا يرقصون حوله ويتواجدون، وهو -أي الرقص- دين الكفار وعباد العجل، وإنما كان مجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه كأنما على رءوسهم الطير من الوقار، (فينبغى) للسلطان ونوابه أن يمنعوهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم ولا أن يعينهم عنى باطلهم. هذا مذهب مالك والشافعى وأحمد وأبى حنيفة وغيرهما من أئمة المسلمين. انتهى.
وقال الإمام الكبير ابن قدامة جوابًا عن مثل هذا السؤال: إن فاعل هذا مخطئ ساقط المروءة، والدائم على هذا الفعل مردود الشهادة في الشرع غير مقبول القول، فإن هذا معصية ولعب ذمه الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكرهه أهل العلم وسموه بدعة، ونهوا عن فعله، ولا يتقرب إلى الله تعالى بمعاصيه، ولا يطاع بارتكاب مناهمه، ومَن وسيلته إلى الله سبحانه معصية كان حظه الطرد والإبعاد، ومن اتخذ اللهو واللعب دينًا كان كمن سعى في الأرض بالفساد، ومن طلب الوصول إلى الله سبحانه من غير طريق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنته فهو بعيد عن الوصول إلى المراد. انتهى.
وتمسكوا أيضًا بحكايات كثيرة عن المشايخ ذكرها الإمام القشيرى