شيء من الوحى إلا ما في كتاب الله؟ قال: لا إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة. قال: قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير ولا لقتل مسلم بكافر"، والعقل: الدية.
وعن قيس بن عباد قال: انطلقت أنا والأشتر النخعى إلى على رضي الله عنه فقلنا: هل عهد إليك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهدًا لم يعهده إلى الناس عامة؟ قال: لا إلا ما كان في كتابى هذا. فأخرج كتابًا من قراب سيفه فإذا فيه: "المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يَدٌ على من سواهم، لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده" رواه النَّسَائِيّ. وعباد بضم أوله وتخفيف ثانيه: القيسى الضبعي، وإنما سألوه عن ذلك لأن الشيعة كانوا يزعمون أنه -صلى الله عليه وسلم- خص أهل بيته لا سيما عليًّا بأسرار من علم الوحى لم يذكرها لغيره، وقد تبين أنهم في ذلك كاذبون.
ومن البدع السيئة الاعتقاد بأن انتفاع الإنسان بالأشياء يكون بحسب الظن بها، حتى لو اعتقد فيما ليس بنافع المنفعة حصل له الانتفاع به؛ وكذا يكون مقدار الانتفاع على حسب هذا الظن، ونشأ لهم هذا الاعتقاد الفاسد من حديث موضوع هو (لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه) وهذا الاعتقاد أصل الفساد، وقاعدة من قواعد الخمول والخذلان، وهو مع فساده عقلًا مبنى على هذا الحديث الباطل الذى اختلقه عباد الأصنام الذين حسنوا الظن بالأحجار فساقهم حسن ظنهم إلى دار البوار، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- برئ من هذا الحديث وممن نسبه إليه، ولكن إذا حجب إنسان عن نور النبوة واشتدت غربته عما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- جوَّز عقله مثل هذا كما جوزه عقل المشركين نعوذ بالله من الضلال.
ومن البدع الضارة اعتقاد كثير من العوام أن غسل العين التى نزل بها الرمد الصديدى بالماء يضرها، وأن كثرة الصديد بها آية برئها في نضرهم، وهذا اعتقاد فاسد كثيرًا ما يؤدى إلى ضياع العين، والواجب في مثل هذا تطهير العين دائمًا من هذا الصديد بمحلول البوريك أو برمنجانات البوتاسيوم حرصًا على سلامتها، وللعامة أيضًا في كثير من الأمراض اعتقادات سيئة يجب تحذير منها، ومنهم من يعتقد الموت بدخول