ألا تكون أحق بدينارك ودرهمك منى، قال: لم أصل إلى هذه المنزلة بعد قال: فاذهب عني ".
وممَّا أساءوا به الصحبة إفشاء الأسرار وذكر عيوب الإخوان وعدم العفو عن الزلات والهفوات التى قلما يسلم إنسان منها، فهذا ليس من الوفاء والإخلاص في شيء، فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان" متفق عليه، زاد في رواية لمسلم: " وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ". والأسرار أمانة وإفشاؤها خيانة.
ومن العادات السيئة في المعاشرة محبة الناس مجالسة الأمراء، ومخالطة الأغنياء وكراهتهم مودة المساكين الخاشعين لجلال الله تعالى حتى صار غالب الناس يسترذل الفقراء وينفر لرؤيتهم، وقد قال تعالى:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}(١) إسرافًا.
وعن أبى هريرة رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " إنه ليأتى الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند اللَّه جناح بعوضة " متفق عليه، وعنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على اللَّه لأبره " رواه مسلم وكان عليه الصلاة والسلام يقول: " اللهم أحينى مسكينًا وأمتنى مسكينًا واحشرنى في زمرة المساكين " رواه الترمذى في الزهد من جامعه والبيهقى في " الشعب "، وكان سليمان عليه السلام في ملكه إذا دخل المسجد فرأى مسكينًا جلس إليه وقال: مسكين جالس مسكينًا.
ومن البدع تهاون الناس بحقوق العلماء والصلحاء الذين لهم قدم في الدين، فقد جاءت السنة الشريفة بتوقير العلماء وتكريم الأتقياء، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهما قال: وال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا" رواه أبو داود والترمذى وقال: حسن صحيح، وفى رواية أبي داود: " حق كبيرنا "، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " أمرنا رسول الله -صلى الله عليه