للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلم- أن ننزل الناس منازلهم " ذكره الحاكم وقال: حديث صحيح، وذكره

مسلم في أول صحيحه تعليقًا، وعن أبى سعيد سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: "لقد كنت على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غلامًا فكنت أحفظ عنه فما يمنعنى من القول إلا أن هاهنا رجالًا هم أسن منى" متقق عليه، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما أكرم شاب شيخًا لسنه إلا قيض اللَّه له من يكرمه عند سنه " رواه الترمذى وقال: حديث غريب، والغرابة لا تنافى الصحة عند علماء الحديث، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " قبلنا يد النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن كعب بن مالك قال: " لما نزلت توبتى أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقبلت يده وروى الحاكم من حديث بريدة وقال: صحيح الإسناد "أن أعرابيًّا قال: يا سول الله ائذن لي فأقبل رأسك ورجليك، فأذن له ففعل"، ولما دخل عمر الشام تلقاه النالم وعظماء أهل الأرض فقال عمر: أين أخى؟ قالوا: من؟ قال: أبو عبيدة، قالوا: الآن يأتيك، فلما أتاه نزل فاعتنقه وقبل أبو عبيدة يده رضى الله عنهما وعن الصحابة: القرابة أجمعين، وسبق أن ابن عباس رضي الله عنهما أخذ بركاب زيد بن ثابت، وأخذ عمر أيضًا بركاب زيد المذكور وقال: هكذا فافعلوا بعلمائكم، وأصحاب زيد قيام ينظرون.

ومن العادات السيئة في المعاشرة تهاون الناس بالتحية الشرعية (السلام) يمر الرجل بأخيه فيحييه من بعد بنحو (نهارك سعيد) أو يشير كل منهما بيده نحو رأسه ساكتًا، وكثيرًا ما يكون مع ذلك انحناء الرأس، وربما وصل إلى حد الركوع وأقبح من ذلك عادة أخرى وهى ترك التسنيم عند لقاء المسلم إلا إذا كان بينهما معرفة، وتركه أيضًا إذا دخل الإنسان منزله على أهله أو منزل غيره، وكذا تركه إذا مر بصبيان، فكل ذلك خلاف السنة، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (١) خيريته فتعملون به و {تَسْتَأْنِسُوا}: تستأذنوا فيقول الواحد: السلام عليكم أأدخل؟ كما ورد في حديث، وقال تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} (٢) كثيرة الخير يثاب عليها وقال تعالى:


(١) [سورة النور: الآية ٢٧].
(٢) [سورة النور: الآية ٦١].

<<  <   >  >>