للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (١) بأن تقولوا له: (عليك السلام، ورحمة الله، أو تقولوا له كما قال: أي الواجب

أحدهما الأول أفضل، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما أن رجلًا سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" متفق عليه، رعن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " لما خلق اللَّه آدم عليه الصلاة والسلام قال: اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة اللَّه فزادوه ورحمة اللَّه " متفق عليه، وفى حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم" رواه مسلم، وعن أنس رضى الله عنه: خدمت النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمانى حجج فقال لي: " يا أنس أسبغ الوضوء يزد في عمرك، وسلم على من لقيته من أمتى تكثر حسناتك، وإذا دخلت منزلك فسلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك " وللترمذى وصححه: " إذا دخلت على أهل بيتك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك "، وروى البيهقي: " إذا دخلتم بيتًا فسلموا على أهله، فإذا خرجتم فأودعوا أهله بالسلام "، وهذا أعم من أن يكون بيته أو بيت غيره.

ومنه يؤخذ بدعة ترك التسليم أيضًا عند مفارقة منزله وأنَّه خلاف السنة كترك المصافحة وبشاشة الوجه عند اللقاء، فإن ذلك مستحب لكن لا مع الانحناء، فعن أبى الخطاب قتادة قال: قلت لأنس: "أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم" رواه البخاري، وعن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا" رواه أبو داود وهو صريح في طلب المصافحة عند اللقاء لا عقب الصلاة في المسجد، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحنى له؟ قال: " لا ". قال: أفيلتزمه ويقبله؟


(١) [سورة النساء: الآية ٨٦].

<<  <   >  >>