أو كيفية ذلك العمل كصلاة الرغائب وصلاة ليلة النصف من شعبان، أو من أعمال القلب التى ليست اعتقادية كالنية في صلاة ركعتين بنية طول العمر مثلًا، والثانية كونها اعتقادًا للشيء على خلاف ما هو عليه من المعروف عن الرسول صلوات اللّه وسلامه عليه لا بمعاندة، بل بنوع شبهة سواء أكان مع الاعتقاد عمل أم لا، كمسح الشيعة على الرجلين وإنكارهم المسح على الخفين (١) وكاعتقاد الشبهة والمجسمة والقدرية، والمشبهة قوم شبهوا اللّه تعالى بالمخلوقات ومثلوه بالحوادث والمجسمة غلاتهم المصرون على التجسيم الصرف، وأما غير غلاتهم مشبهة الحشوية فقالوا: هو جسم لا كالأجساء من لحم ودم لا كاللحوم وله الأعضاء والجوارح، والقدرية فرقة تقول: إن أفعال العباد مخلوقة لهم من دون اللّه تعالى.
(الوجه الثالث): تنقسم باعتبار الأزمنة أو الأمكنة أو الأحوال كالتى تقع في الموالد والأفراح والأعياد والمواسم وكالتى تقع في المساجد والجنائز والمآتم والمقابر والأضرحة، وكالتى تقع في الضيافة والعبادة والمعاشرة والعادات والمعتقدات. وقد تكون البدعة عامة لا تختص بزمان ولا مكان. وسيأتى بسط هذه الأنواع في الباب الثانى -إن شاء اللّه تعالى-.
ومن النوع الأخير تلك البدعة السيئة التى تكون من جماعة المتفرنجين الذين تسممت نفوسهم بسموم المدنية الكاذية والحرية الممقوتة من ولوعهم بحكم الغربيين وما ظهر على أيديهم من كرم أخلاق أو حسن صناعة أو شئ من أنواع المخترعات، فتراهم يكثرون من الإعجاب بها وضربها أمثالًا لهم في محاضراتهم ومقالاتهم.
إنا ننقم على المتسمين بالإسلام ذلك لا كراهة في الجميل إذا ظهر على يد الغربى، فإن الحكمة ضالة المؤمن أنى جدها التقطها لا يبالى من أي وعاء خرجت (ولكن) من حيث جهلهم بما جاءت به الشريعة الغراء من الحكم العالية والآداب الراقية الآثار الجميلة التى يزين الإنسان التمثل بها في كل فمن من فنون الأدب ويشرفه أن ينشرها في كل زمان ومكان. ولقد ظهر على يد السلف الصالح من الحكم والآداب ومكارم الأخلاق
(١) راجع الفخر في تفسير آية الوضوء (المسألة الأربعون).