للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما بقى إلا أن نعلمكم التغوط فقال … الحديث. ذكره أبو القاسم في الأوسط

من حديث إبراهيم بن خالد الصنعاني، نا رباح بن زيد عن معمر عن

سليمان بن الفضل بن رشدين عنه، وحديث رويفع من حديث يرفعه:"من

استنجى برجيع دابة أو عظم، فإن محمدا منه برئ"رواه أبو داود (١) زاد في

التفرد: نا ابن وهب نا الفضل بن عياش أنّ شنتمر بن بيان أخبره بهذا الحديث

أيضا عن سالم الجيشاني أنه سمع عبد الله بن عمرو يذكر ذلك، وهو معه

بواسط يحضر باب اليون قوله:"نهى عليه السلام أن يستطيب بيمينه" (٢)

قال الخطابي: أي لا يستنج بها، وسمى الاستنجاء استطابة لما فيه من إزالة

النجاسة، يقال: استطاب الرجل إذا استنجى، فهو مستطيب، وأطاب فهو

مطبب، ومعنى الطب هنا الطهارة، ومنه قوله تعالى: {سلام عليكم طبتم}

ونهى عليه السلام أن تسمى المدينة يثرب، قال الهروي: لأن الثرب فساد،

وأمر أن تسمى طائة يعني طيبة. ذكره بعض العلماء، ولا أدري من الهروي ا

إن كان اللغوي فليس هذا منه، ولعله بعض الفقهاء أصحاب الهروي، قال

الخطابي: يعني طهارة التربة؛ فدلّ ذلك على جواز التيمم بالسباخ، وقيل:

معناه الطهارة من النفاق، وأصل الاستنجاء: الذهاب إلى النجوة من الأرض

الساجة، وهي المرتفعة، كانوا يسترون بها إذا قعدوا للتخلي فقيل من هذا

استنجى الرجل: أي أزال النجو عن بدنه، والنجو كناية عن الحدث كما كنى

عنه بالغائط، وقيل: أصله نزع الشيء من موضعه وتخليه منه، وقال المديني:

يقال أنجى إذا أزال النجو وهو الغدرة عن مقعدته يقال شرب دواء ما أنجاه أي

ما أسهل بطنه ونجا ينجو استطلق بطنه ونجا وأنجا قضى حاجته من النجو،

وقيل: الاستنجاء: الاستخراج؛ لنجو البطن وهو ما يخرج منه، وقيل: هو/من

نجوت الشجر وأنجيتها إذا قطعتها كاله قطع الأذى عن نفسه بالحجارة، وقال


(١) حسن. رواه أبو داود في: ١- كتاب الطهارة، ١٩- باب ما ينهى عنه أن يستنجى
به، (ح/٣٦) ولفظه:"يا رويفع لعل الحياة ستطول بك بعدي؛ فأخبر الناس أنه من عقد
لحيته، أو تقلد وترا، أو استنجى برجيع دابة! أو عظم، فإنَ محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه برئ".
(٢) صحيح. رواه الهروي: (١/١٨٠) .
قلت: وللحديث طرق صحيحة، ومتابعات بنحوه يرقى به الحديث إلى درجة الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>