للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن لا تجعلوا الناقوس، بل أذنوا بالصلاة فذهب عمر إلى النبي- عليه الصلاة والسلام- ليخبره بالذي رأى، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بذلك فما رأى عمر الا بلال يؤذن، فقال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- حين أخبره بذلك: "قد سبق بذلك الوحي" (١) . ذكره ابن إسحاق في سيره عن ابن

جريج قال لي عطاء: سمدت عبيدا به، قال السهيلي: وقد عرفت رؤيا ابن

زيد ولم تعرف رؤيا عمر- رضي الله تعالى عنه-، وفي مسند الحارث ابن

[٥٠٩/ب] أبي أسامة: "أوّل من أذّن بالصلاة جبرائيل في السماء/الدنيا، فسمعه عمر وبلال فسبق عمر بلالا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال سبقك لها عمر" (٢) . وحديث عبد الله بن الزبير قال: أخذ الأذان من أذان إبراهيم عليه السلام في الحج: "وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر" (٣) . قال: فأذّن رسول الله صلي الله عليه وسلم رواه أبو الشيخ عن كتاب على بن مسلم نا مسروق نا إبراهيم بن المنذر نا عبد العزيز بن عمران عن ابن المؤمل عن ابن الرهين عنه، قال السهيلي: الحكمة بتخصيص الأذان برؤيا رجل ولم يكن بوحي؛ فلأن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- قد أريه ليلة الإسراء فوق سبع سماوات، وهذا أقوى من الوحي، فلما تأخّر فرض الأذان إلىَ المدينة وأراد أعلام النّاس لوقت الصلاة يلبث الوحي حتى رأى عبد الله الرؤيا فواخت ما رآه عليه السلام، فلذلك قال: أنها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى، وعلم حينئذ أنّ مراد الله تعالى بما أراه في السماء أن يكون سنة في

الأرض، وقوى ذلك موافقة، رؤيا عمر مع أنّ السكينة تنطلق على لسان عمر،

واقتضت الحكمة الإِلهية أن يكون الأذان على لسان غير النبي صلى الله عليه وسلم لما فيه من التنويه بعده والرفع لذكره، فلأن يكون ذلك على لسان غيره أنوه وأفخم

لشأنه وهو معنى قوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك} . وهو معنى ما ذكره

القاضي أبو بكر بن العربي والشيخ أبو العباس القرطبي، زاد: ويحتمل ألهم لماّ


(١) ضعيف. رواه عبد الرزاق (١٧٧٥) والمنثور (٢/٢٩٤) والبداية (٣/٢٣٣) .
(٢) الفتح: (٢/٧٨) .
(٣) صورة الجمعة آية: ٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>