شاذ كونية خلفه من متاع ربّ فعلنا له في ذلك فقال: إنكم كنتم تأتون وأنا
في حال دنيا، وأنكم الآن أتيتموني وأنا في حال الآخرة، ثم ذكر روايته عن
جماعة من الأئمة، وليس في الإِسنادين سماع، وأما عِرَاك فظاهر حديثه
الاتصال؛ لأن مسلما وأبا حاتم البستي خرجاه في صحيحيهما/وهو منهما
محمول على السماع حتى يقوم الدليل على خلافه، دليلهما قول الإِمام أحمد
عند تخريجه حديث عائشة: أحسن ما روى في الرخصة حديث عراك وإن
كان مرسلا، فإن مخرجه حسن، كذا ذكره في المسند، وفال ابن أبي حاتم
في المراسيل: كتب إلي علي بن أبي طاهر، نا أحمد بن محمد بن هانئ
سمعت أبا عبد الله وذكر حديث خالد- يعني هذا- فقال مرسل، فقلت
له: عراك بن مالك، قال: سمعت عائشة فأنكره، وقال عراك: من أين
سمع عائشة؟ ما له ولعائشة؟ إنّما يروى عن عروة هذا خطأ، قال لي: من
روى هذا؟ قلت: حماد بن سلمة عن خالد الحذاء، فقال غير واحد عن
خالد ليس فيه سمعت، وقال غير وأحد أيضا عن حماد بن سلمة ليس فيه
سمعت، فليس فيه تصريح بعدم سماعه منها، إنّما فيه أنّه روى عن عروة عنها،
وذلك لا يدل على عدم سماعه منها، لا سيما وقد جمعهما بلد واحد وعصر
واحد، فسماعه منها ممكن جائز، وقد صرح بذلك بعض الأئمة، وهو ابن
سرور- رحمه الله تعالى- وقد تابع حماد ابن سلمة على قوله عن عراك:
سمعت عائشة علي بن عاصم عند الدارقطني، وأما قول الترمذي في العلل
الكبير: حدّثنا علي بن حَشْرَمْ، ثنا عيسى بن يرمز عن أبي عبد الله عن الحذاء
عن عراك به، ثم قال: رواه حماد بن سلمة عن خالد عن ابن أبي الصلت
قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز فذكروا استقبال القبلة فقال عراك …
الحديث، فسألت محمد عن هذا الحديث فقال: هذا حديث فيه اضطراب،
والصحيح عن عائشة قولها، وقال أبو محمد بن حزم، هذا حديث ساقط؛