للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن راوية خالد بن أبي الصلت، وهو مجهول لا يدري من هو، وأخطأ فيه

عبد الرزاق فرواه عن خالد الحذاء عن كثير بن أبي الصلت، وهذا أبطل

وأبطل؛ لأن الحذاء لم يدرك كثيرا، وفيه نظر من وجوه، الأول: الاضطراب

المشار إليه، لم يشبه أن يكون قول حماد ولعلي بن عاصم أولى؛ لكونهم أثبتوا

زيادة أحل بها أبو عوانة ويحيى بن مطر والقاسم بن مطيب، والزيادة من الثقة

مقبولة، والمثبت أولى من النافي.

الثاني: قول أبي محِمد أنّ خالد بن أبي الصلت مجهول لا يدري من

هو، قد بينا قبل حاله، وأنها غير مجهولة.

الثالث: قوله كثير بن أبي الصلت، لم يذكره الحذاء وهو لا شيء؛ لأنّ

البخاري وابن أبي حاتم ومن بعدهم كابن عبد البر وغيره أما سموه كثير بن

الصلت لا ابن أبي الصلت، فإن كان ذلك من خطأ ابن عبد الرزاق فكان

ينبغي أن ينبّه عليه، وما أظنّ ذلك؛ لتقريره له وعدم إنكاره عليه ذلك، أو لعلّه

يكون تصحف على الناسخ.

الرابع: إنكاره سماع خالد منه إن كان ذلك بتوقيت فسمعا وطاعة، ولكنه لم

أر أحدا قاله غيره، وإن كان استبعادا لذلك من حيث أنّ كثيرا ولد في زمنه عليه

السلام، فغير مستبعد بسماعه منه لرؤيته أنس بن مالك، وبذلك نا تابعياً، حدّثنا

محمد بن بشار، نا وهب بن جرير، نا أبي، سمعنا محمد بن إسحاق يحدّث عن

أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر قال:"نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يستقبل القبلة

ببول، فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها" (١) ثنا محمد بن بشار عن وهب به

ولفظه:"نهاني أن أستقبل القبلة" (٢) الحديث، هذا حديث خرجه ابن

خزيمة عن ابن بشار شيخ أبي عبد الله وخرجه أيضا الحاكم، وزعم أنه صحيح


(١) صحيح. رواه أبو داود (ح/١٣) والترمذي (ح/٩) وقال: هذا حديث حسن غريب.
وابن ماجة (٣٢٥) . ورواه البزار والحاكم وابن الجارود وابن خزيمة، وحسنه البزار، وصححه
ابن السكن، كما نقله الشوكاني.
(٢) انظر:"الحاشية السابقة".

<<  <  ج: ص:  >  >>