للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على شرط مسلم، وليس كما زعم، فإن أبان بن صالح لم يخرج مسلم له شيئاً،

وأخرجه ابن حبان في كتابه الصحيح وفيه فأنكره تصريح ابن إسحاق بسماعه

وأبان فقال: ثنا الحسن بن سفيان، ثنا عمرو الناقد، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا

أبي عن ابن إسحاق، حدثني أبان … فذكره وقال/الترمذي: هذا حديث

حسن غريب، ورواه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر عن أبي قتادة:"أنه

رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبول مستقبل القبلة"ثنا بذلك قتيبة، ثنا ابن لهيعة بهذا،

وحديث جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصح من حديث ابن لهيعة، ولما رواه البزار في

مسنده عن محمد بن المثنى، نا وهب قال: وهذا حديث لا نعلمه يروى عن

جابر بهذا اللفظ بإسناد أحسن من هذا الإِسناد.

وذكر الترمذي في كتاب الخلافيات، وأبو الحسن الخزرجي في تقريب

المدارك، وعبد الحق الأشبيلي أنّ الترمذي سأل البخاري عن حديث أبي

إسحاق هذا فقال: هذا حديث صحيح، كذا ذكروه عنه، والذي في نسختي

من كتاب العلل: سألت محمد عن هذا الحديث فقال: رواه غير واحد عن

ابن إسحاق فقط، فلعله سقط منها شيء، والله أعلم، وأما قول ابن حزم حين

أراد ردّه: حديث جابر رواه أبان بن صالح، وليس بالمشهور، فقول مردود لما

أسلفنا من توثيقه عند من صحح حديثه؛ ولقول ابن معين وأبي زرعة وابن أبي

حاتم ويعقوب بن شيبة والعجلي فيه ثقة، وقال النسائي: كان حاكمَا بالمدينة

وليس به بأس، روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة، وأسامة بن زيد، وابن جريج،

وإسحاق بن أبي فروة، وعقيل، ومحمد الجندي، وابن عجلان، وموسى بن

عبيدة، والحرث بن يعقوب والد عمرو، وعبد الله بن عامر الأسلمي، وسعد بن

كعب بن عجرة، وعبد الله بن أبي جعفر، وهو مرسي جَدّ مَشْكَدْ- أنّه

استشهد به محمد في باب عمرة القضاء من كتاب المغازي، وفال ابن سعد:

ولد سنة ستين ومات بعسقلان سنة بضع عشرة ومائة،/زاد يعقوب الفسوي

في تاريخه: وهو ابن خمس وخمسين سنة، فأي شهرة أرفع من هذه وأعلى

وأما قول أبي عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد: ردّ أحمد بن حنبل حديث

جابر، قال أبو عمرو وليس حديث جابر بصحيح، فيعرج عليه؛ لأنّ أبان بن

صالح راويه ضعيف ففيه نظر من وجهين: الأول: قوله ردّه أحمد، إن أراد الردّ

<<  <  ج: ص:  >  >>