للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنان، ثنا أبو طلال عن أنس عنهما، ذكره أبو القاسم بن مطير في معجمه

الكبير، وحديث أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"من بني لله

مسجدا بني الله له بيتا في الجنة أوسع منه" (١) . رواه أيضا من حديث أبان بن

يزيد عن يحيى بن أبي كثير النجار وهو منقطع، ورواه أبو نعيم الحافظ

فوصله من حديث موسى بن إسماعيل ثنا أبان عن يحيى عن محمود بن

عمرو عنهما. غريبه: قال ابن سيده: المسجِد والمسجد الموضع الذي يسجد

فيه، وقد كان حكمه إلا يحيى على مفعل؛ لأن حق اسم المكان والمصدر من

فعل يفعل أنّ يجئ على مفعل؛ لعلّه اسما في المخصص، ولكنه أخذ الحروف

التي شذّت فجار على يفعل قال/سيبويه: وأما المسجد فإنهم جعلوه أسماء

للبيت، ولم يأت على فعل يفعل كما قالوا في المزق: أنه اسم للجلود يعني أنه

ليس على الفعل لقيل مدق؛ لأنه إله واللات تجيء على مفعل لمخرز ومكنس

ومكسح، وفي الصحاح: المسجد واحد المساجد، قال الفراء: كلما كان على

فعل يفعل مثل دخل يدخل؛ فالمفعل منه بالفتح اسما كان أو مصدرا، ولا يقع

فيه الفرق مثل دخل مدخلا، وهذا مدخله إلّا أحرفا من الأسماء لزموها وكسر

العين من ذلك المسجد والمطلع، وذكر حروفا ثم قال: فجعلوا الكسر علامة

للاسم، وربما فتح بعض العرب في الاسم، وسمعنا المسجِد والمسجد والمطلع

والمطلِع، قال: والفتح في كله جائز وإن لم تسمعه، وما كان من باب فعل

يفعل مثل جلس يجلس فالموضع بالكسر والمصدر بالفتح للفرق بينهما، لقول

نزل منزلا بفتح الزاي تريد نزولا، وهذا منزله فنكس؛ لأنك تعني الدار، وفي

الجامع للفراء: المسجد- بفتح الجيم- هو موضع السجود، المسجد-

بكسرها- هو البيت الذي يصلي فيه، وحق الاسم والمصدر أن يكونا في

مكان على يفعل مضموم العين وعلى يفعل بفتحها، وإنما قالوا: مسجد


(١) صحيح. الترغيب (١/١٩٥) ، والبيهقي (٢/٤٣٧، ٦/١٦٧) ، والمنثور (٣/٢١٨٢١٧) ، والمطالب
(٣٥٣) ، والعقيلي (٢/١٢٦) ، والمجمع (٢/٧، ٨) ، وعزاه إلي أحمد والطبراني في "الكبير" و" الأوسط"
واللفظ له. وقال:"فإنْ الله يبنى له بيتا أوسع منه في الجنة". ورجاله موثقون.
قلت: للحديث شواهد ومتابعات صحيحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>