للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شدّت إحدى يديه فبقى على ثلاث قوائم، ويقال: بل هو مأخوذ من قولهم

ناقة، وجزاء: إذا ارتعشت عند قيامها لضعف يلحقها، أو دار في الروض

يحتمل أن يكون من رجزت الجمل: إذا عدلته، قال ابن حبان: وهو شيء

يعدل رجز جمل، وفي المحكم الرجز: اضطرب رجل البعير؛ إذا أراد القيام

ساعة ثم تنبط، وقال أبو إسحاق: سُمى بذلك؛ لأنه يتوالى في أوّله حركة

وسكون، وقيل: لاضطراب أجزائه وتقاربها، وقيل: هو صدور/للإِعجاز، فلما

كان هذا الوزن فيه اضطراب سمى رجزا تشبيها بذلك، وفي الحديث: لما

اجتمعت قريش في أمره عليه السلام، وقالوا: نقول هو شاعر، فقال بعضهم:

قد عرفّنا الشعر كلّه مقبوضه ومبسوطه وزجره؛ فذكروا الرجز من جملة أنواع

الشعر، وقد تقدّم أيضا قول الزهري في ذلك، ولعلِّ الملجئ له إلى ذلك؛

هروبه من إنشاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا منه قابل فلو كان شعرا لما علمه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

قال تعالى: {وما علمناه الشعر} (١) . وما علم أن من أنشد القليل من

الشِّعر متمثلا على جهة الله، ولم يستحق اسم شاعر، ولا يقال فيه أنه تعلم

الشِّعر ولا ينسب إليه، ولو كان كذلك للزم أن يقال كل النّاس شعراء؛ لأن

كل فرد لابد أن يتمثّل بشعر أو يتكلم به من غير قصد إذا الشّعر لا يكون إّلا

عن قصد، والذي قال: الخليل هو الكلام الصحيح؛ لأنّ المهزل عنده ليس

بشعر وهو الذي جرى على لسانه عليه السلام. وأمّا الطاغية؛ فذكر أبو موسى

المديني أنه ليس من الطواغيت يشبه أن يريد به من طغى في الكفر وجاز القدر

في الشرّ أي: عظاهم، ويجوز أن يريد به الأديان، وأما من رواه الطواغيت

فزعم ابن سيده: أنّ- الطاغوت عبد من دون الله تعالى، وقيل: هي الأصنام،

وقيل: الشيطان، وقيل: الكهنة، وقيل: مودة أهل الكتاب، وقوله تعالى:

{يؤمنون بالجبت والطاغوت} (٢) قال أبو إسحاق: قيل ها هنا حي بن

أخطب وكعب بن الأشرف، وقوله تعالى: {يُريدُون أن يتحاكمُوا إلى

الطّاغُوتِ} (٣) يعني: إلى الكاهن أو الشيطان، وهو يقع/على الواحد

والجميع، والمذكر المؤنث ووزنه ملفوت؛ لأنه من طغوت، وإنّما أُقِرت طوغوتا


(١) سورة يس آية: ٦٩.
(٢) سورة النساء آية: ٥١.
(٢) سورة النساء آية: ٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>