للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثنا جدي أبو موسى عن عيسى بن إبراهيم، ثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني

بجميع كتاب الثواب تأليفه، ثنا حبان عن محمد بن عجلان عنه، وحديث

الحسن قال: حدثني سبعة رهط من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم: أبو هريرة أن

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"نهى عن الصلاة في المسجد تجاه حش، أو حمام، أو

مقبرة" (١) . ذكره أبو أحمد من حديث عبادة بن كثير الثقفي عن عثمان

الأعرج عنه، وردّه بضعف عباد، وزاد ابن القطان علّة أخرى؛ وهى الجهالة

بحال عثمان؛ فإنّها لا تعرف، وفي كتاب البزار من حديث الأشعث عنه عن

أنس:"نهى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الصلاة بين القبور" (٢) . وسنده صحيح. قاله عبد

الحق في الكبرى، وحديث أبي هريرة يرفعه:"لا تجعلوا بيوتكم مقابر" (٣) .

رواه مسلم، وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان عند حديث عمر إن شاء الله تعالى

غريبه/: قال ابن سيده: القبر مدفن الإنسان، وجمعه: قبور، والمقبرة: موضع

القبور، قال سيبويه: المقبرة ليس على الفعل، ولكنه اسم، وفي الصحاح: وقد

جاء في الشّعر المقبرة قال الشاعر:

لكل أناس مقبر نعتا بهم … فهم ينقصون والقبور تزيد

وهو المقبِري والمقبري، قال ابن مري: وقول ابن نصر أن المقبر- بفتح

الباء- قد جاء في الشعر، يقتضى أنه من الشاذ وليس كذلك؛ بل هو قياس

مطرد في أسم المكان من قبر يقبر المقبر، ومن خرج يخرج المخرج، ومن دخل

يدخل المدخل، وهو قياس مطرد لم يشذ منه غير الألفاظ المعروفة، مثل

المنبت، والمسقط، والمطلع، والمشرق، والمغرب، ونحوها، قال ابن سيّده:


(١) ضعيف. وعفته عثمان الأعرج، عن الحسن، وعنه عياد بن كثير، لا يعرف. (المغني
في الضعفاء: ٢/٤٣٠/٤٠٧٦) .
(٢) إسناده صحيح. أورده الهيثمي في"مجمع للزوائد" (٢/٢٧) ، وعزاه إلى البزار ورجاله
رجال الصحيح. ورواه ابن أبي شيبة: (١٤/٢٤٠) .
(٣) صحيح. رواه مسلم في (صلاة المسافرين، باب"٢٩"، ح/٢١٢) ، والترمذي (ح/
٢٨٧٧) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأبو داود في (المناسك، باب"٩٩" (، وأحمد
(٢/٣٧٨،٣٣٧،٢٨٤،٢٨٨) ، والمشكاة (٢١١٩) ، وشرح السنة (٤/٤٥٦) ، والكنز (٤١٥١١)
والترغيب (٢/٣٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>