للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكره أبو الوليد بن القرضي قال سعيد بن كثير بن عفير: من نسبه إلى حولان

قاله بالخاء المعجمة، ومن قاله الساجي فبالحاء- يعني: المهملة، وأما قول عبد

الحق في الكبرى: صالح لا أعلمه روى عنه إلّا ابن سوادة فصحيح، وأمّا قوله

في الوسطى: صالح هذا لا يحتج به فيشبه أن يكون قاله من قبله، ولا أعلم له

فيه سلفا، وأما قول ابن القطان: وزعم ابن يونس أله ليس له إلّا هذا الحديث

فيما أعلم، ويأتي ذلك عليه أنّ البخاري قال: أله روى أيضا عن ابن عمر،

يشبه أن يكون وهما؛ لأن ابن يونس لم يقل شيئا سوى ما أسلفناه فْبل،

والله تعالى أعلم. وحديث ابن عمرو بن العاص قال: أمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

رجلا يصلى بالناس صلاة الطهر فتفل في القبلة وهو يصلى فلما كان صلاة

العصر أرسل إلى آخر فأشفق الأوّل فجاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال يا/رسول الله

أنزل في؟ قال:"لا، ولكنّك تفلت بين يديك، وأنت تؤمّ الناس فآذيت الله

ورسوله" (١) . ذكره ابن القطان، ثنا هارون بن سعيد، ثنا ابن وهب قال:

حدثني حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن عنه وصححه، وحديث أبي

سعيد قال:"رأيت واثلة بن الأسقع في مسجد دمشق بصق في البوادي ثم

مسحه برجله فقيل له: لم فعلت هذا؟ قال: لأني رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يفعله". خرجه أبو داود (٢) من حديث فرج بن فضالة عنه، قال الأشبيلي:

وهو ضعيف، وأيضا لم يكن في مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حصر، والصحيح أنه

عليه الصلاة والسلام إّنما بصق على الأرض ودلكه بنعله اليسرى، ولعل واثلة

إنّما أراد هذا فحمل الحصير عليه، قال ابن القطان: وبقى عليه أن ينبه على أبي

سعيد فإنه لا يعرف من هو، ووقع في رواية لابن الأعرابي أبو سعيد،

والصواب سعد، وهو شامي مجهول الحال، وتعليل الحديث به أدنى من تحليله

بفرج، فإنه- وإن كان ضعيفا- معروف في أهل العلم، أخذ الناس عنه، وقد

روى عنه شعبة وهو من هو، وقال يزيد بن هارون: رأيت شعبة يسأله عن


(١) صحيح. أورده الهيثمي في"مجمع الزوائد" (٢/٢٠) وعزاه إلى الطبراني في"الكبير"،
ورجاله ثقات.
(٢) ضعيف. رواه أبو داود (ح/٤٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>