للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيح، وعن حديث كثير منه أيضا فقال: هو أصح شيء في الباب وبه

أقول، وذكر له حديثا آخر: في الجمعة ساعة، وقال فيه حديث غريب، وحدّثنا

به الصلح جابر بن المسلم وقال فيه: حسن صحيح وحدثنا منه:"من أحيا

سنني" (١) قال: فيه حسن، وفي الإيمان قال فيه: حسن، فأين الإِجماع مع

مخالفة أبي عبد الله وأبي عيسى اوأَما أبوه عبد الله فتفرد عنه بالرواية أبيه

مكين، فيما رواه البخاري وأبو حاتم والبستي في كتاب الثقات، ومقدار إبعاده

عليه السلام غير مبين فيما مضى من الأحاديث، وفي الباب غير ما حدث،

من ذلك حديث زياد ابن سعد عن أبي الزبير جبر بن يونس بن حبان

الكوفي: سمعت أبا عبيدة بن عبد الله يذكر أنه سمع أباه يقول:"كان

النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأنا معه مسافرين إلى مكة فكان إذا خرج إلى الغائط أبعد

حتى لا يراه أحد، قال: فيصر بشجرتين متباعدتين فقال: يا ابن مسعود اذهب

إليهما فقل لهما أنّ النبي يأمركما أن تجتمعا فيتوارى بكما"الحديث.

قال أبو القاسم في الأوسط: لم يروه عن زياد إلا ربيعة بن صالح، تفرد

به أبو قرّة، وقد جاء مقدار ذلك البعد مصرحا به في حديث عبد الله بن

عمر. ذكره الطبري في تهذيب الآثار قال:"كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذهب

إلى حاجته إلى المغمس" (٢) قال نافع عن ابن عمر: نحو ميلين من مكة، وفي


(١) حسن. رواه الترمذي (ح/٢٦٧٧) والمشكاة (ح/١٦٨، ١٦٩) وإتحاف السادة المتقين
(١/١١٨) والكنز (٩٣٣) والعقيلي في"الضعفاء" (٢/٣، ٣/١٣٥٠) .
قلت: وإن كان للحديث طرق ضعيفة، إِلا أن الحديث حسن، وعلامة حسنه ظاهرة.
(٢) صحيح. رواه الطبراني في"الكبير" (١٢/٤٥١) والمجمع (١/٢٠٣) والمطالب العالية
(٣٤) وأبو نعيم في"الحلية" (٣/٣٥٣) .
ورواه السراج في"الثاني"من"الأول"من"مسنده" (٢/٢٠) : حدثنا محمد بن سهل بن
عسكر، ثنا ابن أبي مريم، ثنا نافع بن عمر عن عمرو بن دينار عن ابن عمر مرفوعا
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وأورده عبد الحق الإشبيلي في"كتأب التهجد" (١/٣)
وقال:"وهو حديث صحيح ذكره أبو جعفر الطبري، وسكَت عليه في"الأحكام الكبرى" (رقم
١٥٩) ، ورواه ابن السكن أيضا في"سننه"، كما في"معجم البلدان"وذكر أن"المغمس"على
ثلثي فرسخ من مكة، وا نه كان مستور، إما بهضاب، وإما بعضاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>