للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبي سفيان عن جابر: " مر رسول الله- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم-

برجل قد وضع شماله على يمينه … مثله " (١) . وكلام الفسوي يفهم وليس

جيدا؛ لاُن أبا الحسن رواه عن ابن صاعد، ثنا عثمان بن خالد ثنا محمد بن

يزيد الواسطي عن الحجاج عن أبي محمد تضعيفه إيَّاه بأنَّ الحجاج ممن خرج

له مسلم معتمدا الرواية، وقال أبو أحمد بعد تصفح رواياته: أرجو أنّه لا بأس

به، وأمّا قول أبي محمد فيه: فليس بقوى فهو كلام النسائي في ذلك أنه ليس

أن يكون ضعيف الحديث، وهذا أيضا ليس به تضعيف، وأما قول العقيلي

فيعني به أن الحديث مرسل، أمّا حديث جابر، فلم يقل أبو محمد إثره شيئا

يعتمد فيه حين ذكره، ومحمد بن الحسن الواسطي أحد الثقات، روى هذا

الحديث عنه ابن معين، قال أبو أحمد ابن صاعد: ثنا الفضل بن شهاب ثنا

ابن معين فذكره، وقال الدارقطني: ثنا أحمد بن محمد ثنا ابن معين به،

فالحديث إذن صحيح أو حسن من الطريقين جميعًا، أعني طريق أبي عثمان

عن ابن مسعود، وطريق أبي سفيان عن جابر فاعلم. انتهى كلامه.

وفيه نظر لما أسلفناه من عند أحمد في الحجاج، وقال ابن عدي فيما حكاه

ابن الجوزي: ضعيف، وقال ابن المديني: شيخ من أهل واسط ضعيف، ورواه

غير أبي عثمان عن ابن لم مسعود، قال الدارقطني: ثنا ابن صاعد ثنا علي بن

مسلم ثنا إسماعيل بن أبان الوراق، حدثني بندار عن ابن أبي ليلى عن القاسم

ابن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود: " أن النبي- صلّى اللَّه عليه وآله

وسلّم- كان يأخذ شماله بيمينه في الصلاة " (٢) . وأما قول أبي القاسم في

الأوسط، وأنكر حديث جابر ولم يروه عن أبي سفيان إلا الحجاج ولا عن

الحجاج إلا محمد بن الحسن. تفرد به وهب بن بعته، ورواه هشيم عن

الحجاج عن أبي عثمان عن أبي هريرة، فيشبه أن يكون وهمًا لمتابعين معينين،

وهما كما تقدّم، وفي الباب حديث الحرث بن غضيف- أو عصيف- بن


(١) المصدر السابق ص ١٣٨١.
(٢) تقدم، والحديث في سنن ابن ماجة (رفهم: ٨٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>