للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفوان بن عيسى ثنا بشر بن رافع عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة- أن

النبي- صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: " كان يفتتح القراءة بالحمد لله رب

العالمين " (١) .

هذا حديث قال فيه أبو عمر في كتاب الإنصاف: بشر بن رافع عندهم

منكر الحديث قد اتفقوا على إنكار حديثه، وطرح ما رواه وترك الاحتجاج

به، ولا يختلف علماء أهل الحديث في ذلك، والذين يروون عن بشر: حاتم

بن إسماعيل وعبد الرزاق وصفوان بن عيسى، ولو صح حديثه احتمل من

التأويل أنه كان يفتتح لها دون غيرها من السور ولم يقل دون البسملة؛ لأن

البسملة في أوّل كل سورة مثله في المصحف، ورواه عبد الواحد بن زيد-

يعني: من عند مسلم- وهو منقطع، فإنّ مسلم قال في أوّله حديث عن يحيى

بن حسان ويونس بن محمد المؤذن وغيرهما، قالوا: ثنا عبد الواحد به.

ووصله البزار فقال: ثنا محمد بن مسكين الثمالي عن يحيى بن حسان ثنا

عبد الواحد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة أن النبي-

صلّى الله عليه وآله وسلّم-: " كان إذا نهض في الثانية استفتح القراءة

بالحمد، ولم يسكت " (٢) ، قال عمر: وهذه رواية، يغني ظاهرها عن الكلام

فيها. انتهى كلامه. وفيه نظر في مواضع:

الأوّل: قوله: ولا يختلف علماء أهل الحديث/في ذلك أحد؛ لأنه مما قال

فيه أبو زكريا يحيى بن معين فيما رواه عباس: لا بأس به، وقال أبو أحمد ابن

عدي: لا بأس بأخباره ولم أجد له حديثًا منكرًا، وقال أبو بكر البزار: ليّن

الحديث، وقد احتمل حديثه وخرج له الحاكم في الشواهد، وقال: ليس

بالمتروك وإن لم يخرّجاه.


(١) ضعيف. رواه ابن ماجة (ح/٨١٤) . في الزوائد: إسناده ضعيف. أبو عبد الله الدوسي
ابن عم أبي هريرة مجهول الحال. وبشر بن رافع، اختلف قول ابن معين فيه، فمرة وثقة،
ومرة ضعْفه. وضعفه أحمد. وقال ابن حبان: يروى أشياء موضوعة. والحديث- من رواية
غير أبي هريرة- ثابت في الصحيحين وغيرهما.
(٢) شرح معاني الآثار (١/٢٠٠) ، وأبو عوانة (٢/٩٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>