للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتشهد في كل ركعتين، وتقنع وتمسكن بيديك، وتقول: اللهم اللهم، فمن لم

يفعل ذلك فهي خداج " (١) .

وروى عن الفضل بن عباس بمثله غير أنه قال: " وتقنع بيديك يقول

ترفعهما إلى ربك عز وجل مستقبلًا ببطونهما وجهك، وتقول: يا رب يا رب،

فمن لم يفعل ذلك لدى، يعني: فهي خداج ". قال أبو جعفر: وفي هذا

الحديث وفي الحديث الذي قبله وصف نبيك أنها خداج، فقال قوم أنّ من

صلى ولم يقرأ في صلاته في كل ركعة منها فاتحة الكتاب لم يجزه، وجعلوا

النقص الذي دخلها يبطلهّا، وقد خالفهم في ذلك قوم؛ منهم أبو حنيفة

وأصحابه فجعلوها جارية مخدجة يترك قراءة الفاتحة فيها، وذهبوا إلى أن

الخداج لا يذهب به الشيء الذي يُسمَّى به؛ لأنها لم تكن بنقصانها معدومة،

ولكنها ناقصة بوجودها وليس كل من نقصت صلاته بمعنى تركه منها يجب

فسادها لا قد رأيناه بترك تمام ركوعها وإتمام سجودها فيكون ذلك نقصانها،

ولا تكون فاسدة يجب إعادتها فلا ينكر أن تكون بترك قراءة فاتحة الكتاب

فيها ناقصة نقصاً لا يجب معه إعادتها، وقد وجدنا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما دل

، على ذلك؛ وهو ما روي عنه انه لما خرج في مرضه الذي توفي فيه، وأبو بكر

يصلي بالناس فذهب أبو بكر يتأخر فأشار إليه مكانك، فاستتم النبي/صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من

حيث انتهي أبو بكر من القراعتي وأبو بكر قائم ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس فأتم

أبو بكر بالنبي، وأتم الناس فأبي بكر يخلو إذا استتم بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حيث

انتهي أبو بكر من أن يكون أبو بكر قد قرأ الفاتحة أو شيئاً منها، فلم يقرأ النبي


(١) صحيح. رواه أبو داود (ح/١٢٩٦) ، والترمذي (ح/٣٨٥) ، وأحمد (١/١٢٢، ٤/
١٦٧) ، والبيهقي (١/٤٨٧، ٤٨٨، ٢/٤٨٨) ، والطبراني (١٨/٢٩٥) ، وابن خزيمة
(١٢١٢) ، والدارقطني (١/٤١٨) ، وشرح السنة (٣/٢٦٠) ، والترغيب (١/٣٤٨) ،
ومشكل (٢/٢٤) ، والبخاري في " التاريخ " (٣/٢٨٣) ، وابن المبارك في " الزهد "
(٤٠٤) ، والمشكاة " (٨٠٥) ، والكنز (٢٠٠٩١، ٢٠٠٩٢) ، والعلل (٣٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>