للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثير الموهم، وقال العجلي: فقيه، صاحب/سنة صدوق، جائز الحديث، قارئ

للقرآن عالم به، وكان من أحسب النّاس وأيقظ الناس للمصحف وأحفظه

بعلم، وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي في كتاب التذكرة: أجمعوا على

ضعفه، وقال أبو حاتم: اشتهر بالحفظ ولا يتهم بشيء من الكذب إنما ينكر

عليه كثرة الخطأ فلا يحتج به، وقال ابن حبان: كان فاحش الخطأ رديء

الحفظ فكثرت المناكير في حديثه فاستحق الترك، تركه أحمد ويحيى.

الثاني: حجة بن عدي الكندي الكوفي، وإن كان العجلي وابن حبان

وثقاه وقال أبو الحسن: ابن القطَّان: روى عنه أبو إسحاق السميعي عدّة

أحاديث، وهو فيها مستقيم لم يعهد منه خطأ ولا اختلاط ولا نكارة، ولما

صحح الحاكم حديثه قال: لم يحتجا به، وهو من كبار أصحاب علي فقد

قال أبو حاتم الرازي: شيخ لا يحتج بحديثه شبيه (١) بالمجهول شبيه بشريح بن

النعمان الصابري وهبيرة بن مريم، وقال علي بن المديني: لا أعلم روى عنه إلّا

سلمة بن كهيل وفيه نظر، لما أسلفناه، وقال ابن سعد: كأن معروفاَ وليس

بذاك، ورواه الطبري في كتاب التهذيب عن أبي هشام الرفاعي ثنا المطلب بن

زياد عن ابن أبي ليلى عن عديّ بن ثابت وربما قال: عن رجل من الأنصار

عن ذرّ عن علي بلفظ: " إذا قال: ولا الضالِّين قال: آمين، ويمد بها

صوته " (٢) .

ثم قال: وقد علل هذا الحديث بأن عدي بن ثابت ممن يجب التثبت في

قوله، ورواية عنه ابن أبي ليلى وهو عندهم ممن لا يحتج به، وأيضاَ فإنّ

المعروف عن علي العمل بخلافه ولو صح عنه لم يكن ليخالفه إلى غيره، ولما

ذكر أبو حاتم الرازي حديث المطلب لم قال: هذا خطأ، فذكر له حديث حجبة

قال: وهذا أيضاَ عندي خطأ، إنَّما هو سلمة عن حجر عن وائل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قال أمه فقلت: حديث المطلب ما حاله قال: لم بروه غيره، ولا أدري ما هو


(١) قوله: " شبيه " غير واضحة " بالأصل " وكذا أثبتناه.
(٢) له أكثر من موضع قريب. وانظر: المنثور (١/٩) ، وإتحاف (٣/٤٩، ١٠٤) ، والفتح
(٢/٢٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>