للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبيه عن جذه قال: " جاء أعرابي إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله عن الوضوء

فأراه ثلاثَا ثلاثَا ثم قال: هذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء- أو

تعدى أو ظلم- " (١) أخرجه أبو داود في باب: ما تفرد به أهل الطائف

بلفظ: " أن رجلَا أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله كيف الطهور؟ فدعا

بماء في إناء فغسل كفّيه ثلاثَا، ثم غسل وجهه ثلاثَا، ثم غسل ذراعيه ثلاثَا ثم

مسح برأسه وأدخل أصبعيه السبابتين في أذنيه ماسح بإبهامه ظاهر أذنيه

وبالسبابتين باطن أُذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثَا، ثم قال: هكذا الوضوء " (٢)

هذا حديث أخرجه الحافظ أبو بكر بن خزيمة (٣) في صحيحه عن يعقوب بن

إبراهيم الدوري، ثنا الأشجعي عن سفيان ثم قال: لم يوصل هذا الخبر غير

الأشجعي ويعلي، وأخرجه أيضَا ابن الجارود في المنتقى، وإسناده صحيح إلى

عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص أبي إبراهيم،

وحاله مختلف فيها على أربعة: هل هو ثقة أم لا؟ وهل حديثه متصل أم لا؟

فأما الأول: فذكر ابن معين أنه ثقة في نفسه بما يلي بكتاب أبيه عن جدّه،

وقال أبو الفتح الأزدي: سمعت عدة من أهل العلم بالحديث يذكرون أنّ

عمرَا فيما روى عن ابن المسيب وغيره فهو صدوق، وما رواه عن أبيه عن

جدّه يجب التوقّف فيه وقال النسائي: سمعت ابن راهويه يقول:/عمرو بن

شعيب عن أبيه عن جده عندنا عدل، إنما دخل حديثه الوهن لرواية الضعفاء

عنه، وقد روى عنه جماعة من الأئمة، قال أبو عبد الرحمن: وهو لا بأس به

وسئل أبو حاتم عمرو أحب إليك أو بهز عن أبيه عن جدّه، قال: عمرو عن

أبيه عن جده أحب، إلي، وسأله الكناني عن حديث عمرو عن أبيه عن جده


(١) صحيح. رواه ابن ماجة في: ١- كتاب الطهور، ١٨- باب ما جاء في القصد في
الوضوء وكراهية التعدي فيه، (ح/٤٢٢) . وكذا صححه الشّيخ الألباني
(٢) حسن. رواه أبو داود في: ١- كتاب الطهارة، ٥٠- باب " الوضوء ثلاثا ثلاثا، (ح/
١٣٥) .
(٣) صحيح. رواه النسائي (١/ول) وابن خزيمة. والمجمع (١/٢٣١) وعزاه إلى الطبراني في
" الكبير " وله في الصحيح حديث غير هذا، وفيه سويد بن عبد العزيز، ضعفه أحمد ويحيى
وجماعة ووثقه دحيم. والبيهقي (١/٧٩) وشرح السنة (١/٤٤٥) والمعاني (١/٣٦) . فلت:
وما ذكره الهيثمي شاهد صحيح لرواية النسائي؟ فعلى هذا فالحديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>