للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو عُبيد، وهي آخر زوجة تزوجها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدثنا محمد بن المصفي الحمصي،

ثنا بقية عن محمد بن الفضل عن أبيه عن سالم عن ابن عمر قال: " رأى

رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلًا يتوضأ فقال: لا تسرف لا تغرف " (١) هذا حديث

إسناده معلل بأمور؛ منها بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن جرير الكلاعي

الحميدي المتيَّمي، وإن كان مسلم قد خرج له حديثًا في صحيحه واحدًا في

كتاب النكاح، واستشهد به البخاري في باب: من أخف الصلاة، وصحح له

الترمذي أحاديث، وقال ابن المبارك في خارجة: كان صدوقًا، ولكنه كان

يكتب عمن أقبل وأدبر، وقال ابن معين: كان شعبة مبجلا لبقية حيث قدم

بغداد، وقال أبو زرعة: ما له عيب إلَا كثرة روايته عن المجهولين، فأما الصدق

فلا يؤتى من الصدق، إِذا حدّث عن الثقات فهو ثقة، وقال يعقوب: هو ثقة

إذا حدث عن المعروفين، وحدّث عن قوم متروكي الحديث وعن الضعفاء

ويحيل عن أسمائهم إلى كناهم، وعن كناهم إلى أسمائهم ويحدث عمن هو

أصغر منه، وقال محمد بن سَعْد: كان ثقة في روايته عن الثقات، ضعيفَا في

روايته عن الضعفاء، وقال النسائي: إذا قال: ثنا فهو ثقة، وإذا قال عن فلان

فلا يؤخذ عنه لأنه لا يدري عمن أخذه، وقال العجلي: هو ثقة فيما روى عن

المعروفين، وما روى عن المجهولين فليس بشيء، وعن عبد الله بن أحمد قال:

سمعت عطية يقول: أنا عطية بن بقية أحاديث بقية، فإذا مات عطية ذهب

حديث بقية، وذكر الحازمي أنه ثقة في نفسه، وإذا روى عن المعروفين فمحتج

به، فقد قال ابن عيينة: وسئل عن حديث فقال: أنا أبو العجب أنا بقية ابن


(١) صحيح وإسناده ضعيف. رواه عقيلي (٤ / ١٦) بلفظ " رأى النبي يتوضأ فأنكر ذلك … "
ورواه ابن ماجة (٤٠٦) في الزوائد: إسناده ضعيف. بقية مدلّس. وهو أحد الأئمة الحفاظ،
يروى عمن دب ودرج، وله غرائب تستنكر أيضا عن الثقات لكثرة حديثه. قال ابن خزيمة:
لا أحتج ببقية، وقال أحمد بن حنبل: له مناكير عن الثقات. وقال ابن عدي: لبقية أحاديث
صالحة، ويخالف الثقات واذا روى عن غير الشاميين خلط كما يفعل إسماعيل بن عياش.
وقال كير واحد: كان يدلس عن قوم متروكين.
قلت: وللحديث شاهد صحيح، وطرق رفعت درجة الحديث إلى الصحيح مع ضعف إسناده.

<<  <  ج: ص:  >  >>