الثالث: ما ذكرهَ من تفقد سماع ابن أبي حاتم من أحمد بن عبد الرحمن
مردود بأمرين:
الأول: أنّ ابن أبي حاتم ليس مدلسا وقد صرح بالتحديث المشعر
بالسماع وذلك مقبول إجماعًا من المدلسين فكيف من غيره؛ ولإن سلمنا له
ما/قاله: من أنه روى عنه بالإجازة كان أيضًا متصلًا عند جماهير أهل العلم
من المحدثين وعنهم حتى قالَ أبو الوليد الباجي: لا خلاف في جواز الرواية
بالإجازة من سلف هذه الأمة وخلفها وادّعى الإِجماع من غير تفصيل،
وحَكى الخلاف في العمل ورد عليه ادعاء الإِجماع برواية عن الشافعي رواها
عنه الربيع بن سليمان ثم قال: وأنا أخالفه في ذلك، وتبع الشافعي القاضي
حسين والماوردي والإِمام أبو إسحاق الحربي وأبو الشيخ وأبو نصر إلى مجزي
وعنهم النسائي فجئ هذا الحديث بغية من غير روايته من طريق صحيحة
ذكرها أبو الحسن الدارقطني في كتاب غرائب حديث مالك عن أبي جعفر
الأسواني عن أبي بشر محمد بن أحمد الدولابيِ قال: ثنا أحمد بن عبد
الرحمن بن وهب قال: سمعت عمن يذكره، وذكره أبو عبد الله محمد بن
الربيع بنت سليمان الجيزي في كتاب من دخل مصر من الصحابة مر، جهة
جماعة عن ابن لهيعة منهم عبد الله بن عبد الحكم وابن وهب، وفي روايتها
عنده ذكر سماع يزيد ابن أبي عبد الرحمن وسماع أبي عبد الرحمن من
المستورد وكذا ذكره ابن وهب في مسنده وأبو عبيد في كتاب الطبري،، وأما
أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد الجبُلي المعافري فمنسوب إلى جُبل أخي مُقْرًا
بخبر سبيع بن الحرث بن زيد بن غوث بن سعد بن عوف بن عدي بن
مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد
شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن غريب بن رهَيد بن المزبن هميسع بن
حمير بن سبأ كذا ساق نسبه ابن الكلبي في جامعه وجمهرة الجمهرة
والجمهرة وأبو عبيد بن سلام وغيرهما من البساتين، وخالف في ذالك أبو
سعد السمعاني فزعم أنه منسوب إلى بني الحُبلي سالم بن غانم بن عوف بن
الخزرْج بن حارب وكذا قاله أبو زيد السهيلي، وهو وهم منها يثبت ذلك في
كتابي المسمى بالزهر الباسم بشواهده فأعني عن إعادته/هنا والله اعلم،