وكان قارئا للقرآن عالما به، قرأ حمزة عليه وكان حمزة يقول: إنما تعلمنا
جَودة القراءة عند ابن أبي ليلى، وكان من أحسن الناس وأحفظهم للمصحف
وأخطهم قلمًا وكان جميلا نبيلًا، وأؤل من استقضاه على الكوفة/يوسف بن
عمر الثقفي، وكان يرزقه في كل شهر مائة درهم، وفي موضع آخر كان
كوفيا صدوفا، قال أبو حاتم الرازي: شُغل بالقضاء فساءَ حفظه ولا يتهم
بشيء من الكذب إنما ينكر عليه كثرة الخطأ فلا تصح به، وقال ابن حبان:
كان فاحش الخطأ، رديء الحفظ فكثرت المناكير في حديثه فاستحق الترك،
تركه أحمد ويحيى وقال الدارقطني: وهو رديء الحفظ كثير الوهم، وقال ابن
طاهر في كتاب التذكرة: أجمعوا على تركه، وفيما قاله نظر لما أسلفناه من
عند العجلي، وذكره أبو جعفر العضلي وأبو القاسم البلخي في كتاب
الضعفاء، وكذلك يعقوب بن سفيان، وضعف به أبو أحمد والإشبيلي وابن
القطان ومحمد بن عبد الواحد المقدسي وأبو محمد بن حزم وأبو عمر بن عبد
البر في كتاب التمهيد، وأبو الفرج في العلل المتناهية والتعليق، وللبيهقي
الخلافيات والكبير والمعرفة غير ما حديث، ولما ذكره الساجي في كتاب
الضعفاء قال: كان صاحب فقه ورأي وكان سيء الحفظ لا يتعمد الكذب،
وكان يُمتدح في فقهه وقضائه، فأما في الحديث فلم يكن بحجة، وقد ذكر
الدارمي في مسنده: حدثنا إسناده صحيح هو أولى بالذكر مما تقدم من
الأحاديث، رواه عن قَبيصة، ثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"توضأ مرةً مرة ونضح" (١) وهو في صحيح
البخاري بغير هذه الزيادة، وقال الإِمام أحمد فيما حكاه عنه البيهقي: قوله
ونضح تفرد بها قبيصة عن سفيان، وقد رواه جماعة عن سفيان بدون هذه
الزيادة، وقد روى من وجه آخر عن ابن عباس من حديث الحسين بن علي
عن يزيد الصرائي عن إبراهيم بن فروخ مولى عمر بن الخطاب عن أبيه عن ابن
عباس مطولا فذكر نومه عند ميمونة، قال ابن أبي حاتم: سألت عنه أبي
فقال: هذا حديث منكر وإبراهيم عنه مجهول، ورواه الحافظ أبو الشيخ في
فوائد الأصفهانيين عن/عبيد الله بن محمد زكريا عن. حمد بكير عن
(١) تقدْم في بابه.