عنبسة بن أبيِ سفيان عن أم حبيبة قالت: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
"من مس فرجه فليتوضأ". هذا حديث قال فيه علي بن سعد: سألت أبا
عبد الله عما يروي في مس الذكر أيّها أصح عندك؟ قال: حديث أم حبيبة،
وقال أبو طالب: قلت لأحمد: حديث أم حبيبة أصحها، قال: نعم هو
أصحها، وقال محمد بن عوف: قال لي أحمد: حديثك انتهى. أسمعه
حديث عنبسة وقال مهنأ: سالمت أحمد عن الهيثم بن حميد؟ فقال: لا بأس
به قلت: إنّ الهيثم بن خارجة قال: هو متروك الحديث، قال: لم يكن به
بأس، ولكنه كان يرى القدر وسألت أحمد عن العلاء بن الحرث؟ فقال: هو
من أصحاب مكحول، وفي الاستذكار حديث أم حبيبة صحيح لا أدفعه،
وفي التمهيد كان أحمد يقول: في مسّ الذكر حديث حسن ثابت وهو
حديث أم حبيبة وقال أبو زرعة: كتب إلى أحمد بن حنبل لأكتب بحديثه
في مسّ الفرج من جهة بن محمود عن أبي مسهر أخبرني محمد بن مهاجر
أنه يعرف الهيثم يطلب العلم قال أبو زرعة: قلت: فأعلم أهل/دمشق
بحديث مكحول وأتبعه فقال الهيثم: ومحيى ابن حمزة وقد ذكره أبو القاسم
في الأوسط، فإذا لم يروه عن مكحول إلَّا العلاء ولا يروى عن أم حبيبة إلا
بهذا، ولما سأل أبو عيسى في كتاب العلل الكبير أبا زرعة عنه استحسنه قال:
ورأيته كأنه يعدّه محفوظا، وفي موضع آخر قال: هو صحيح عَنْ شاذ، وقال
أبو عمر في التمهيد: قد صحّ عند أهل العلم سماع مكحول من عنبسة ذكره
ذلك دَحيم وغيره، وذكره البيهقي في الخلافيات عن إسناده ابن عبد الله هذا
حديث حدّث به الإِمام أحمد ويحيى بن معين ثبت بسماع مكحول، قال:
يعني الحاكم فإذا ثبت سماعه منه فهو أصح حديث في الباب، وقال الخلال
في كتاب العلل: قال أبو زرعة عبد الرحمن وعمرو الثغري: حدّثني محمد بن
زرعة الرعيشي قال: سألت داود بن محمد عن مكحول سمع من عنبسة فلم
ينكر ذاك قال الخلال: ولو لم يكن عند أبي عبد الله أنّ مكحولا سمع من
عنبسة لم ينوا بدعة، والرواية تصحح حديث أم حبيبة، وقال ابن السكن: ولا
أعلم في حديث أم حبيبة علّة إلا أنه قيل: أنه لم يسمع من عنبسة، وإلى ذلك