للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذهب الحافظ البخاري لما سأله عنه الترمذي يقول مكحول: لم يسمع من

عنبسة روى عن رجل عن عنبسة عن أم حبيبة:"من صلى في يوم وليلة

ثنتي عشرة ركعة" (١) . وكأنه لم ير هذا الحديث صحيحا وفي مراسيل ابن

أبي حاتم، وسئل أبو زرعة عن أم حبيبة في مس الفرج فقال مكحول: لم

يسمع من عنبسة بن أبي سفيان شيئَا؛ ولذا ذكره أبو عبد الرحمن النسائي،

وفي كتاب العلل للرازي قلت لأبي: حديث أم حبيبة فيمن مسّ ذكره فقال:

روى ابن لهيعة في هذا الحديث مما يوهن الحديث، قال أبو محمد: أي تدل

روايته إن مكحولَا قد دخل بينه وبين عنبسة رجل، وفي الاستذكار لم يسمع

مكحولا من عنبسة حديث أم حبيبة في مسّ الذكر، وفي موضع آخر منه

مكحول لم يسمع عنبسة، وذكر أبو زيد الدبوسي في كتاب الأسرار: وكان

أحمد يقول: يصح هذا الحديث ثم وجده مرسلَا أنّ مكحولَا لم يلق/عنبسة،

وفي سؤالات مضر بن محمد سألت يحيى بن معين عن قول أحمد أصحّ

حديث في مسّ الفرج قاله مكحول عن عنبسة فقال يحيى: هذا لضعيف

قلت: وكيف قال مكحول: لم يسمع من عنبسة شيئَا؟ وفي كتاب التمهيد

عنه قلت: فإن أحمد يدرك أصحّ حديث من حديث الهيثم عن العلاء عن

مكحول فسكت، قال الطحاوي: حديث أم حبيبة منقطع وضعفه ابن وضاح

أيضَا مما زاده في الضعف وكيع بن الجراح بن مليح، والذي يرجح من هذه

الأقوال قول أحمد، وذلك أنّ المضعَّف إّنما ضعَّفوه بسبب، وقد بيتا من أثبت

سماع مكحول من عنبسة والمثبت مقدم على المنفي، وقد ذكر الدارقطني في

علله ما يسدّ ذلك، وقد رواه يحيى من حديث أم حبيبة في التطوع، حدّثنا

النعمان عن مكحول عن عنبسة أخبر عن أم حبيبة فذكره، وأما قول أبي

زرعة: أن حمل عليه بعد فعنده صحيح.


(١) صحيح. رواه الترمذي (ح/٤١هـ) وقال: هذا حديث حسن صحيح. والنسائي (٣/
٢٦٣) وأحمد (٤/٤١٣، ٦/٣٢٦) وشرح السنة (٣/٤٤٣) والكنز (٢١٣٦٣) والمغني عن
حمل الأسفار (١/١٤٩) وابن ماجة (١١٤١) وابن أبي شيبة (٢/٢٠٣) والمجمع (٢/٢٣١)
والمشكاة (١١هـ٩) والخطيب (هـ/٨١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>