للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تتوضئوا من ألبان الغنم وتوضؤوا من ألبان الإبل " (١) . هذا

الحديث تقدم كلام أبي عيسى عليه، وقال أبو حاتم: ليس صحيح، وقد ذكره

الحافظان الدمشقيان- ابن عساكر وأبو الحجاج- فلم يذكراه في كتاب

الأطراف، وهو باب في سنن ابن ماجة كما يروى، ورواه أبو القاسم في

الأوسط من حديث عمران القطان عن الحجاج، ولفظه: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" توضئوا من لحوم/الإبل ولا تصلوا في مناخها، ولا توضئوا من لحوم الغنم

وصلوا في مراتعها " (١) . وقال: لم يروه عن عمران إلا عمرو بن عاصم

الكلائي، وهو حديث ضعيف؛ لضعف رواية الحجاج بن أرطاة بن ثور بن

هبيرة بن إسرائيل بن كعب بن سلام بن عامر بن حارثة بن سعيد بن ملك بن

السميع، وإن كان الثوري قد قال فيه: عليكم به فإنه ما بقى أحدا عرف بما

يخرج من رأسه منه، وقال ابن أبي نجيح: ما جاء بأمثله، وقال حماد بن زيد:

كان عندنا أفهم لحديثه من الثوري، وزاد الدولابي: قال الحسن: قلت ليزيد بن

هارون: أكان الثوري أحفظ من الحجاج وأثبت؟ قال: لم يكن بأثبت منه،

ولكن كان أرضا منه، وقال العجلي: كان فقيها أخذ يفتي الكوفة وكان فيه

ثقة، وكان يقول: أهلكني حب الشرق، وولى قضاء البصرة، وكان جائز

الحديث إلا أنّه صاحب إرسال، وإنما تعب الناس من التدليس، وقال الإمام

أحمد: كان من الحفاظ، وفي حديثه زيادة على حديث الناس: ليس يكاد له

حديث إلا فيه زيادة، وقال ابن معين: صدوق، ليس بالقوي، يدلس عن

العزري عن عمرو بن شعيب، وفي رواية معاوية بن صالح عنه: ثقة، وقال أبو

زرعة: صدوق مدلس، يكتب حديثه، فإذا قال: ثنا، فهو صالح لا يرتاب في

صدقه وحفظه إذا بين السماع، وقال حماد بن زيد: قدم علينا جرير بن حازم

فقال: ثنا قيس بن سعد عن ابن أرطأة، فلبثنا ما شاء الله، ثم قدم علينا الحجاج

ابن ثلاثين- أو إحدى وثلاثين- فرأيت عليه من الزحام ما لم أر على

حماد بن أبي سليمان، ورأيت غيرنا مطر الوراق، وداود بن أبي هند ثناه علي

أرجلهم يقولون: ثنا أرطأة ما يقول في كذا، وقال هشيم: سمعته يقول:


(١) ضعيف. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (١/٢٥٠) وعزاه إلي الطبراني في
" الأوسط "، وفيه الحجاج بن أرطأة، وفي الاحتجاج به اختلاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>