أحمد بن إبراهيم بن خالد في كتابه التعريف تصحيح التاريخ: وفى سنة
إحدى وستين ومائة توفي أبو خالد/عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وكان قد
ولى قضاء إفريقية فكان عدلا في قضائه، وسمع من جلة التابعين، وقال الحافظ
أبو العرب في كتابه طبقات القيروان: وحدثني عيسى بن مسكين عن محمد
بن سحنون قال: قلت لسحنون: إن الفلاس قال: ما سمعت يحيى ولا
عبد الرحمن يحدثنا عن ابن أنعم، فقال سحنون: لم يصنع شي عبد الرحمن
ثقة، قال سحنون: وكان من يعرف العلم بقي في صدره ولا يسألونه- يعنى:
أهل إفريقية- فيموت به مثل ابن أنعم بقي العلم في صدره لم ينشر عنه ولا
يعرف، قال أبو العرب: إنما وجدنا كبائر فقط، وكان من أجلة التابعين عدلا
في قضائه صلبا، وفى كتاب الساجي: كان عبد الله بن وهب يطري
الإفريقي، وكان أحمد بن صالح يوثقه وينكر على من تكلّم فيه، واختلف في
وقت وفاته؛ فالذي ذكره الحافظ أبو بكر البغدادي وابن نافع: ست وخمسين
وقبلهما قاله ابن يونس، وأبي ذلك ابن خالد المذكور وأبو العرب وأبو بكر
القيروانيون فقالوا: سنة إحدى وستين، وزاد أبو العرب: في رمضان وهم بأهل
بلدهم أخبر- والله أعلم- فقد تبين بمجموع ما تقدّم رجحان قول من وثقة
على قول من ضعّفه، وإن العلّة التي هي ضعف بها حديثه زالت عنه، وأما
الأحاديث التي قيل أنه تفرّد برفعها، فلعلنا نجد متابعا نتبع فيه من تابعه على
ذلك، والله تعالى أعلم.
وأما قول أبو غطيف: فاختلف فيه على ألوان؛ فمنهم من كنّاه كما كنّاه
ابن ماجة، ومنهم من قال: عن غطيف، وهو أبو داود، ومنهم من قال: عن
ابن غطيف، ويقال: غضيف بضاد معجمة. ذكره التغلبي، ولم يختلفوا أنه
من هذيل، ولم أر له واديا غير الإفريقي إلا ما ذكره ابن يونس في تاريخه أبو
غطيف الهذلي (١) : يروى عن/حاطب ابن أبي بلتعة عن عمر في الفتن وعن
عبيد بن رفيع عن عمر، وروى عنه بكر بن سوادة، فلا أدرى أهما اثنان أم
واحد؟ وسبب ذلك أنّ أبا حاتم وغيره لم يذكروا من يكنى هذه الكنية غيره،
(١) قوله: " الهذلي " غير واضحة " بالأصل " وكذا أثبتناه.