ثوبه قلت: م ذاك؟ قال: إنى سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا وضوء إلا
من ريح أو سماع ". هذا حديث إسناده ضعيف؛ لضعف رواته.
الأول: إسماعيل من عياش هو سليم الشامي الحمصي أبو عتبة العتب، وإن
كان ابن معين قال: هو ثقة، وكان أحبّ إلي من أهل الشّام/من بقية، وفى
رواية ابن أبي خيثمة عنه: هو ثقة، والعراقيون يكرهون حديثه، وبنحوه ذكره
البرقي، وقال البخاري ما روى عن الشاميين أصحّ، وحكى الفلاس: إذا حدّث
عن أهل بلاده فصحيح، وإذا حدّث عن أهل المدينة مثل هشام بن عروة
ويحيى بن سعيد وسهيل فليس بشيء، وقال عبد الله بن أحمد: سئل أبي
عن إسماعيل وبقية فقال: بقية أحبّ إلى نظري، في كتاب إسماعيل عن
يحيى بن سعيد أحاديث صحاح، وفى المصنف أحاديث مضطربة وكان
حافظا، وفى رواية الترمذي عنه هو أصلح من بقية، وقال يعقوب بن سفيان:
كنت أسمع أصحابنا يقولون: علم الشام عند إسماعيل، والوليد بن مسلم، قال
يعقوب: وتكلّم قوم فيه، وهو ثقة عدل أعلم الناس بحديث الشّام، ولا يرفعه
رافع وأكثر ما تكلّموا يعرف عن ثقات المكيين والمدنين، وقال يزيد بن
هارون: ما رأيت أحدا أحفظ منه ولا أدرى ما الثوري، وقال الهيثم بن
خارجة لم يكن بالشّام أحد أحفظ من إسماعيل ولا الأوزاعي بعلم الشّاميين،
وسئل عنه أبو زرعة فقال: صدوق، إلا أنّه خلط في حديث الحجازيين
والعراقيين، وقال أحمد بن أبي الحواري قال: أبي وكيع: يروون عندكم عن
إسماعيل فقلت: أمّا الوليد ومروان فيرويان فيه، وأمّا الهيثم ابن خارجة
ومحمد بن إياس إنّما أصحاب البلد الوليد ومروان، وقال أبو أحمد الجرجاني:
إذا روى عن يحيى بن سعيد ومحمد بن عمرو بن علقمة وهشام ابن عروة
وابن جريج وعمر بن محمد وعبد الله الوصافي، وإن حدّث عن غيرهم فلا
يخلو من غلط يغلط فيه، وحديثه عن الشامين إذا روى عنهم ثقة فهو
مستقيم، وفى الجملة: هو ممن يكتب حديثه ويحتج/به في حديث الشّامين
خاصة، وقال فيه النسائي: هو ضعيف، وفى حديث الشّاميين صالح، فقد قال
أحمد: روى عن كلّ حرب، وقال ابن حبان: لماّ كبر تغيّر حفظه، فكثر
الخطأ في حديثه فخرج عن حد الاحتجاج به، وكان عبد الله بن المبارك ينكر