للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك فقال: " لو غسل جسده وترك رأسه حيث أصابه الجرح ". وقال عبد الحق:

لم يروه عن عطاء غيره وليس بالقوي، ورواه الأوزاعي عن عطاء عن ابن

عباس، واختلف على الأوزاعي ولا يروى الحديث من وجه قوي، ويتبع ذلك

علة أبو الحسن بقوله هكذا ساقه في التيمم، وهذا لا يحتمل إلا أنّ التيمم في

حق المريض من رواية ابن عباس أيضا كما هو من رواية جابر وذلك باطل،

وإنّما اعتراه هذا من كتاب الدارقطني الذي نقله منه؛ فإنّه أجمل القول كما

ذكر ثم فسره بإيراد الأحاديث فيخلص، فكتب أبو محمد الإجمال ولم يكتب

التفسير فوقع في الخطأ. وحديث ابن عباس لا ذكر فيه للتيمم، ولا يعرف

ذكر التيمم فيها إلا من رواية ابن خريق كما تقدّم أو من رواية أبي/سعيد

الخدري بإسناد بالغ إلى الغاية في الضعف، ورواه ابن عدي عن محمد بن

الحسن بن موسى الكوفي بمصر ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن حماد ثنا

عبد الرحمن بن أبي حماد عن عمرو بن شمس عمرو بن أنس عن عطية

عن أبي سعيد قال: أجنب رجل مريض في يوم بارد على عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فغسله أصحابه فمات، فبلغ ذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: " ما لهم قتلوه قتلهم الله،

إنما كان عزى من ذلك التيمم " (١) انتهى كلامه، وفيه نظر؛ من حيث زعمه

أنّ حديث ابن عباس لا ذكر فيه للتيمم؛ لما أسلفناه قبل من كتاب ابن حبان

وابن خزيمة، ولما في كتاب العلل لعبد الرحمن سألت أبي وأبا زرعة عن

حديث رواه علي بن عاصم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن

عباس عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد فالمريض إذا خاف على نفسه تيمم، قال أبو

زرعة: ورواه جرير أيضا؛ فقال: عن عطاء به مرفوعا في المجروح وهو خطأ

أخطأ فيه على بن عاصم، ورواه أبو عوانة وورقاء وغيرهما عن عطاء بن

السائب عن سعيد عن ابن عباس موقوفا وهو الصحيح. انتهى كلامه، وفيه

نظر؛ من حيث عقد التيمم أيضا على متابعة جرير، وإن كان سماعه منه بآخره


ورواه الدارمي في: الوضوء، ٧٠- باب المجروح تصيبه الجنابة، (ح/٧٥٢) . والحديث
حسن بشواهده. وتقدّم ذكره بلفظه وسبب تضعيفه، وكيف يتم تحسينه: (ص/٢٦٥) .
(١) صحيح. رواه الحاكم (١/١٦٥) وتلخيص (١/١٤٧) وابن خزيمة (٢٧٣) وابن حبان
(٢٠١) والبيهقي (١/٢٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>